بعد أن عرفت أيتها المشتاقة ، وأيها المشتاق .. أن هذا القلب يمرض
إذا لابد أن نخلِّي هذا القلب من تلك الشهوات ، وننقيه ، ثم بعد ذلك نحلِّيه بتلك الطاعات ،
وهنا تكمن أهمية القلب .
وحتى تعرف أهمية هذا الموضوع ، أهمية تصفية القلب ، وأهمية دخول رمضان بقلب نقي صفي حينئذ يشعر بحلاوة الأيمان ، ولذة تلاوة القرآن ، اسمع إلى قول أولئك الأفذاذ الذين ضربوا لنا أروع الأمثلة في الصيام ، والقيام ، وفي الصلاة بشتى أنواعها ، في إطعام الطعام ، وفي الذكر ، وفي الدعاء في التعرض لرحمات الله جل وعلا ، نأخذ نموذجا من الرعيل الأول حتى نعرف ما الذي يهتمون به قبل دخول رمضان؟ ، وما هو أبرز شيء يجعلهم يشتاقون إلى الطاعات ، ويعملون بها بلا كلل ولا ملل ،
ما هو يا ترى ؟
- يقول ابن مسعود - رضي الله عنه - سئل كيف كنتم تستقبلون شهر رمضان ؟
فقال : "ما كان أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرة حقد على أخيه
المسلم "
إنها القلوب الصافية ، إنهم عرفوا كيف يدخلون إلى الطاعات ، ينظفون قلوبهم ويصفوها
لتلك الطاعات حتى تكون نقية منقادة .
فانتبهوا لقلوبهم فأخلصوها ؛ فأخلصت لله - جل في علاه - ..
يقول سفيان ابن دينار : "قلت : لمهان الحنفي : ما كانت أعمال القوم ؟قال : كانت
أعمالهم قليلة وكانت قلوم سليمة"
وتظن الأعمال القليلة كما تستشعر أنت أنها شيء يسير من الصلاة والقيام ، لا ، هي مع قلتها أكثر من أعمالنا بأضعاف مضاعفة ، لكنهم اهتموا بأمر عظيم ، وهو القلب ، ثم بعد ذلك لم ينظروا ولم يبالوا فيما بعد ذلك ، لأن الله- جل وعلا- سييسر لهم الطاعات ؛ لأن القلوب نظيفة تستقبل الطاعات بكل يسر وسهولة ..
يقول مالك ابن دينار - مبينا تفاوت القلوب ، ومبينا أن الصورة الأخيرة المعكوسة ، التي تبين حقيقة الأمر ، هي تلك الصورة التي تنعكس من همومك أيها المشتاق ، ومن همومك أيتها المشتاقة - :
" إن الأبرار تغلي قلوم بأعمال البر ، وإن الفجار تغلي قلوم بأعمال الفجور ،
والله يرى همومكم، فانظروا همومكم يرحمكم الله ".
وأنا أسألكم أيها الأخوة وأيتها الأخوات : أي الهموم تحملها قلوبكم
، وأي الشوق يحملهقلبكَ وقلبكِ ؟؟
وأي التوق الذي قد سيطر على قلبك ، وقلبك ؟؟
وما هي الخطط قد جعلتوها في الأذهان ، واستعددتم لشهر رمضان ؟
لـ/عبد الله بن حمود الفريح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق