الأربعاء، 30 أبريل 2014

نهــــــاية الحــــــب الأعمــــــي!!


رزان 
فتاة من إحدى الدول العربية  نلمست من حروف قصتها الصراحة والندم وأنها دمعة تستحق منا الوقوف عندها
خاصة أن مجتمعنا يعيش الانفتاح المزعوم بآثاره السيئة وعواقبه الوخيمة 
حرس الله فتياتنا من كل مكروه وفتنة 

فتقول هذه الفتاة:
( تعرفت على شاب ) عن طريق ( الانترنت ) فأعجبني أسلوبه وكم كان طيبًا أثناء ما يقابلني من مشاكل في جهازي فيبادر لحلها وإعطائي الإرشادات الهامة في ذلك حتى تطورت العلاقة بطريق الماسنجر سنة أو تزيد وال تعارف يزداد يومًا بعد يوم حتى رأيته ورآني وجلست معه مرات عديدة في بعض المطاعم والمنتزهات التي لا يراها مجتمعي حرامًا وممنوعًا لكن ديني يحرمها حماية لي ولأمثالي من الانحراف والضياع كان نهاية هذه اللقاءات أن عرض علي الزواج فوافقت فطلبني رسميًا من أهلي فقام ( أخي ) بالسؤال عنه فأخبر والدي بأنه لا يصلح وأنه شاب مستهتر وغير مناسب فرفضوه فجن جنوني كيف ينهار الحلم الذي بقيت سنة أو تزيد في جمع فصوله وتفاصليه ومتى يكون واقعًا حاضرًا
، ذهبت لأخي ونهرته ورفعت صوتي عليه فأجابني بالرفض فقلت له : أنا أعرفه من سنة عن طريق الانترنت
فقال : كيف ، ولماذا لم تخبري والدي بذلك ؟ ؟ ألا تعرفين أن ذلك التعارف
سافل والزواج عن طريقه أكبر خطأ فما هكذا تكون الأصول والعادات الطيبة التي يقرها الإسلام ويحافظ عليها 
ثم قال لي : أختي عودي لرشدك فقلت : لا أستطيع أنا أحبه ولا أقدر
فقال لي : ( الحب قبل الزواج أكذوبة لا يصدقها أحد ) ولو كان صادقا معك لما كلمك سنة وأنت لا تحلين له ومن يتعرف عليك هذه لمدة الطويلة يتعرف على غيرك

 فعدت إلى غرفتي حزينة باكية مهمومة مغمومة وكأني أعيش بين دافعين حبي للشاب وصدق كلام أخي الذي أخافني كثيرًا فكيف لي أن أتعلق بشاب لا أعرف عنه شيئًا إلا عن طريق الإنترنت،
لكن قررت أنا ولوحدي أن أتزوج منه مهما كانت الصعاب والموانع فوقفت أمام والدي
وكلي جبروت وقوة وعناد قلبي صامد كالحجر القاسي ونفسي متوثبة إلى أمل يهتز أمام عيني  قائلة له :
 أبي أنا أحترمك وحقك كبير لكن في اختيار زوجي وشريك حياتي فلا وأنا
آسفة ويجب أن أتزوجه شئتم أم رفضتم والقانون يسمح لي بذلك .... !!!!!!

وقف أبي واجمًا لا يصدق ماذا فعلت ؟؟ وبم أتحدث ؟؟ أما أمي فقالت باكية أنت لست بنتي وغضبي عليك حتى أموت
 فاستعاد أبي اتزانه ثم قال :هل تجرئين على تحد أهلك وتتزوجين غصبًا عليهم ؟؟
فقلت بروح شريرة وحقيرة : ( أرجوكم هذه حياتي وحدي ولا علاقة لكم بي ) فجمعت
ثيابي وكل أغراضي وذهبت إلى أخي الأكبر في بيته وكان يعرف تفاصيل القصة خرجت من بيت والدي وأمي تنادي وتبكي بصوت حزين لكن هالني
 وأخافتني كلمة والدي حينما قال لي بأعلى صوته :رزان ؟؟!! ( إن خرجت وتزوجتيه فلن تعودي مرة ثانية ولست ابنتي .. ) .

هذه الكلمات خفت منها فهو يطردني من الانتساب له ويقطع علاقة الأبوة بيننا وكدت أن أرجع ويا ليتني عدت لكنها النفس والشهوة والنزوة والحب الأعمى والعشق الشيطاني
 خرجت لأخي الأكبر ووصلت بيته وكان على علاقة غير طيبة مع أبي منذ سنوات فهو تزوج من غير رضى أبي كذلك ، لكنه رجل وأنا امرأة وهذا الفرق بيننا فرحب أخي بي كثيرًا وتأسف لي على تعصب والدي وأنه يقف أمام رغبات غيره باسم العادات والتقاليد والأصول
 فاتصلت بفارس أحلامي  فأخبرته فقال :
لا عليك أنا لك الأب والزوج والأخ
مرت الأيام تعبت فيها وتعب أخي الأكبر من المواجهة مع الأهل في إقناعهم بالموافقة وكيف أم يطلبون مني أن أنسى حبًا وغرامًا دام سنة نما وترعرع بين قلبينا حتى أضحى كل شيء في حياتي وأنني لن اتخلى عن حبي الأوحد الذي لا يستطيع أحد كان أن يترعه من قلبي الكبير حتى وإن كان أبي !!

مرت الشهور وحاول خطبتي من أبي مرة ثانية فرفض وأخبره بأن لا يفعل ذلك مرة أخرى فقررت أن أساعده وأن أتحرك لأثبت له حبي ولو وقف العالم بأكمله في وجهي فكلمت أخي الأكبر أن يزوجني دون موافقة أبي فوافق بعد إلحاح طويل وتم الزواج في وضع كئيب وكياني  كله يرتعش أسفًا وحزنًا كيف تتزوج فتاة دون علم أهلها وبعيدًا عن أحضان أمها وفرحة أبيها لكن هي شهوة النفس ونهاية التعلق المقيت 

تزوجنا بدون ضجة أو أي احتفال فقد اقتصر على أهله وأخي الأكبر وفقط لأدخل
عليه في ليلة الفرح وكأنها ليلة مخيفة لها ما بعدها من نتائج ومصاعب وبعد أيام اكتشفت أنه مدمن مخدرات وحينئذ تذكرت كلام أخي كيف تتزوجين رجلا لا تعرفين عنه شيئًا ومن هول المشاكل وصعوبتها في إقناع أهلي بالزواج منه تساهل أخي الأكبر في السؤال عنه لما رأى من إصراري على الزواج منه مهما كانت الأسباب والدواعي المانعة من حيال ذلك وحصوله قلت له وبقوة وبحرقة تشتعل في جوفي
 : لم أعرف أنك مدمن ولماذا لم تخبرني 
، قال بجفاء : وإذا عرفت ماذا تستطيعين أن تفعلي ، سكت وأنا ابتلع الإهانات الجارحة وهو يعرف تمامًا بأن ليس لي أحد غيره لذلك أصبح يتلذذ بتعذيبي ويتعمد إهانتي وإذلالي وإلا فأين كلامه الجميل المعسول معي قبل الزواج ومهما قلت من الصفحات الماضية فالحاضر يقتلها وينقلها لعالم ماله من قرار فتحت دوامة الحدث وسياط الندم والألم تلهب صدري بقسوة ،
و يلوح في الأفق ( أمي وأبي ) كيف لم اسمع كلامهما وكيف أنهما قابلاني بالشدة والقسوة وكنت أتوقع أما سيسامحونني بعد أن أضعهم أمام الأمر الواقع لكنهم لم يغفروا لي أبدًا حتى أهلي قاطعوا أخي الأكبر نهائيًا بسبب زواجي وأخي لم يحرص على زيارتي كما كان سابقًا فأصبحت وحيدة بكل ما تحمله من عبرة وحسرة .

و فقد حصل بيني وبين زوجي سوء تفاهم من إدمانه للمخدرات حتى وصل
إلى الترويج والتجارة فيها فهددته بإخبار ( أبي ) فضحك وقال : لعلي أذهب معك كي أراهم
!! آه .. لقد قهرني وأحسست بكلماته تجرحني في الصميم وكأنه غابة من الأشواك الدامية تخدش جسدي الضعيف المتهالك بقسوته وعنفه !! فبكيت كثيرًا تلك الليلة وزوجي في عالم المخدرات ومكاسبه المالية التي لا تنتهي حتى ملني وكرهني حتى رأيته يعقد صفقاته عبر الانترنت بمعارفه وأصحابه فيها فضلا عن إدمانه للمواقع الإباحية والعلاقات المحرمة مع النساء والفتيات وأمامي ودون حياء ولا كرامة لي ولا للبيت وقدسية الزواج فرفعت صوتي عليه وأسمعته سبًا وشتمًا فضربني ضربًا شديدًا تحت ضغط المخدر فأحسست بدوار شديد لم أفق منه إلا وأنا في غرفة النوم لوحدي ولا أدري ماذا حصل !!

فلما عاد للمنزل طلبت منه الطلاق فقال : لا مانع لدي لكن أين تذهبين ؟؟ فطلب مني أن أذهب معه لرحلة تخفف شيئًا من المشاكل بيننا فخرجنا سويًا وكان القدر ، فقد جعلني ُ طعمًا لعملية قذرة في ترويجه للمخدرات دون علمي فألقت الشرطة القبض علينا وساروا بنا إلى السجن وقد اتهمني أنا وهو لا يعرف عن ذلك شيئًا فأمضيت في السجن 7 أيا م على ذمة التحقيق كانت من أصعب أيام حياتي وأشدها بؤسًا حتى ظهرت الحقيقة فطلبت من الضابط مقابلة زوجي وأمامه وطالبته بالطلاق فطلقني وخرجت من القسم مع الشرطة إذ تحفظوا على مقتنيات بيته فحملت حقيبتي ودموعي والكثير من الجروح في نفسي ترفض النسيان 
لقد غادرت بيت زوجي الذي أذلني وأنا عزيزة وأهانني وأنا كريمة 

فقررت الذهاب لبيت والدي الذي حضنني طفلة ورعاني شابة ووقف في وجهي لما أخطأت عدت لمنزل أهلي بعد ثلاثة أشهر من العذاب والحرمان دخلت فقابلتني ( أمي ) فضمتني وهي تبكي وأنا أبكي
  فرآني والدي فأشاح بوجه عني وعيناه تذرفان فسقطت تحت رجليه أطلب السماح والعفو منه وأنا نادمة بعدد دموعك الغالية فلم يرد علي والدي وتركني أبكي
 ففكرت أن أذهب لأخي الأكبر حتى تهدأ الأمور فحملت حقيبتي ولما أردت الخروج نادني أبي قائلا 
رزان بنيتي مهما حدث فأنت بنتي وأنا أبوك ، فألقيت بجسدي نحوه أبكي من الفرح فسقطت
أقبل رجليه وهو يمسح بيده على رأسي ودموعي !!

أحبابي الكرام وأخواتي في الله...

هذه قصة لأخت وفتاة عاشت الانفتاح المزعوم وهي متعة أعقبت لذًة وندمًا وأورثت حسرًة وألمًا فالدموع وحدها لا تكفي والموت ألف مرة لا تعادل آه واحدة من آهاتها وما أكثرها بكت ألفًا وتحسرت ألفًا مثلها فقد دفعت نفسها للتهلكة بتعارف من الانترنت وما لبث أن كان زواجًا ثم عقوقًا ثم سجنًا أورث طلاقًا وضياعًا في عالم يطبق القانون الوضعي ويتخلى عن التشريع السماوي الذي جعل الولاية للوالد ومن بعده ممن هم أهل لها سيما أن هذه الفتاة عاشت ضحية الحب قبل الزواج في مجتمع يدعو لذلك

وهنا رسالة صادقة لكل فتاة
تعلقت برجل قبل الزواج  أننا لن نصدق شابًا مهما تظاهر بالصدق والأمانة يحترم فتاة تخون أهلها وتحادثه عبر الانترنت أو الهاتف أو تتواصل معه عبر الرسائل البريدية أو الإلكترونية أو تخرج معه مهما أظهر لها من حب ووفاء فمن أحب فتاة خاف عليها وحافظ عليها لا أن يسعى بكلماته المعسولة لأجل أغراضه السيئة فالحب قبل الزواج هو الحب المزيف المبني على أوهام وأكاذيب لمجرد الاستمتاع ثم ينهار ويتكشف المستور وتتبين الحقيقة القاسية ولكن بعد فوات الأوان

 فسبعة أيام قضتها في السجن بسبب تهمة كادت أن تلبسها القضية كاملة لولا ستر الله ومع هذا ملت من حياتها ونفسها خلال أيام قليلة أمضتها نزيلة السجن وخرجت لتبدأ حاضرًا جديدًا بعد ماض أليم بما فيه من الهموم والأحزان .. !!

لعل تستفيد كل فتاة تقرأ هذه القصة بعض العبر والمواعظ منها فتحرص علي نفسها أكثر في زمن كثرت فيه الذئاب البشرية وقلت الضمائر الحية التي تخشي الله.....

المصدر:حمد بن سليمان اليحيى
             

قصة بلقيس ملكة سبأ ونبي الله سليمان عليه السلام


نبي الله سليمان يهدد بذبح الهدهد:-

كانت وظيفة الهدهد أنهم كانوا اذا اعوزوا الماء في الأسفار يجئ فينظر لهم في هل في هذه البقاع ماء

فلما طلبه سليمان عليه السلام ذات يوم لم يجده في موضعه (محل خدمته)

فقال سليمان عليه السلام:(ما لي لم أري الهدهد أم كان من الغائبين ,أو قد غاب عن بصري فلا أراه بحضرتي "لأعذبنه عذاباً شديداً أو ليأتني بسلطان مبين"

ولقد غاب الهدهد غيبة ليست بطويلة ثم قدم منها فقال لسليمان:(اطلعت علي ما لم تطلع عليه وجئتك من سبأ بنبأ يقين إني وجدت امرأة تملكهم و أوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم )

ثم ذكر الهدهد لسليمان عليه السلام كفر اهل سبأ بالله ,وعباداتهم الشمس من دون الله ,وإضلال الشيطان لهم ,وصده إياهم عن عبادة الله تعالي وحده لا شريك له .


دعوة ملكة سبأ للإسلام:-


فبعد أن بين الهدهد سبب غيابه بعث سليمان عليه السلام كتابه لأهل سبأ يتضمن دعوته لهم إلي طاعة الله وطاعة رسوله 
فحمل الهدهد الكتاب وجاء إلي قصر قصر ملكة سبأ فألقاه إليها وهي في خلوة لها ثم وقف ناحية ينتظر ما يكون من جوابها .
فجمعت أمراءها و وزراءها وأكابر دولتها إلي مشورتها 
قالت :(ياأيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم ثم قرأت عليه عنوانه أولا إنه من سليمان ثم قرأته :(بسم الله الرحمن الرحيم ,أن لا تعلوا عليا وأتوني مسلمين "
ثم شاورتهم في أمرها وما قد حل بها وتأدبت معهم وخاطبتهم وهم يسمعون فقالت:(قالت ياأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتي تشهدون )
قالوا:(نحن أولو قوة وأولو باس شديد فان أردت منا ذلك فأنا عليه قادرين ومع هذا الأمر إليك فانظري ماذا تأمرين )
ولكنها علمت أن صاحب هذا الكتاب لا يغالب ولا يمانع ولا يخالف ولا يخادع فقالت:(إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها  وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون 
فتقول برأيها السديد:(إن هذا الملك لو قد غلب علي هذه المملكة لم يخلص الأمر من بينكم إلا إلي ولم تكن الحدة والشدة والسطوة البليغة إلا علي ,وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون )
ولكنها لم تعلم أن سليمان عليه السلام لا يقبل منهم والحالة هذه صرفا ولا عدلا ,لأنهم كافرون ,وهم وجنوده عليهم قادرون .

غضب نبي الله سليمان وإسلام بلقيس:-


لم يكن نبي الله سليمان ليقبل الهدية من زينة الحياة الدنيا وهو الذي أعطاه الله من الملك والنبوة والقوة ما شاء ,وبالطبع أثار غضبه عدم طاعتهم له و عدم دخولهم في الإسلام موحدين لله تاركين ما هم عليه من شرك وضلال .
فقال لرسولها الذي قدم عليه والناس حاضرون يسمعون :(ارجع عليهم فلنأتيهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجهم منها أذلة وهم صاغرون, فيقول "ارجع بهديتك التي قدمت بها إلي من قد من بها فإن عندي مما قد أنعم الله علي و أسداه إلي من الأموال والتحف والرجال ماهو أضعاف هذا وخير من هذا الذي أنتم تفرحون به وتفخرون علي أبناء جنسكم بسببه )
فلما بلغهم ذلك عن نبي الله من رسولهم لم يكن لهم بد ولا مفر من السمع والطاعة ,فبادروا إلي إجابته في تلك الساعة وأقبلوا صحبة الملكة أجمعين سامعين مطعين خاضعين ,فلما سمع بقدومهم سليمان عليه السلام طلب من الجان أن يحضروا له عرش بلقيس ,وهو سرير مملكتها التي تجلس عليه وقت حكمها ,قال عفريت من الجن:"أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك "
وقال أخر ويقال أنه جبريل عليه السلام :(أنا آتيك به قبل ان يرتد إليك طرفك)
فلما رأي سليمان عليه السلام عرش بلقيس عنده في هذه المدة القريبة من بلاد اليمن إلي بيت المقدس في طرفة عين قال:"هذا من فضل ربي"
ثم أمر سليمان عليه السلام أن يغير حلي هذا العرش وينطر لها ليختبر فهمها وعقلها ولهذا قال :(ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون )
فلما جاءت قيل هكذا عرشك قالت كأنه هو وهذا دليل علي فطنتها وغزارة فهمها ,لأنها استبعدت أن يكون عرشها لأنها خلفته وراءها بأرض اليمن ,ولم تكن تعلم أن أحداً يقدر علي هذا الصنع العجيب الغريب فلما رأت هذا قالت :"ربِ إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان رب العالمين .

نهـــــايـــــة القــــصـــــــة:-




نهاية قصة ملكة سبأ فيما لم يذكره القرآن أو السنة الصحيحة أمر غير يقيني جاز روايته من كتب أهل الكتاب مالم يخالف القرآن والسنة وما نذكره هنا مما جاء في التفاسير من هذا النوع والله أعلم وأحكم

فقال ابن كثير
:(أن سليمان تزوج بلقيس ولما تزوجها أقرها علي مملكة اليمن وكان يزورها في كل شهر مرة فيقيم عندها ثلاث أيام ثم يعود علي البساط ,وقد أمر الجان ان يبنوا له ثلاث قصور باليمن :غمدان و سالحين و بيتون) فالله أعلم

وقد روي ابن إسحاق عن بعض أهل العلم عن وهب بن منبه :

أن سليمان لم يتزوجها بل زوجها بملك همدان وأقرها علي ملك اليمن وسخر زوبعة ملك اليمن فبني لها القصور الثلاثة التي ذكرناها باليمن ,والأول أشهر وأظهر

والله أعلم.






الجمعة، 25 أبريل 2014

قتلت أختي


( حنان )

فتاة مراهقة العمر 18 سنة تعيش مع أهلها برغد وعيش ومال وفير كانت كل
أحلامها و أمانيها تكون معلمة أو طبيبة يشار لها بالبنان وتتحدث عنها القريبة والصديقة في
المجالس والمنتديات تعرفت في بداية جامعتها على زميلة سيئة أكسبتها الخلق السيء والتعامل
القبيح مع أهلها فقد بدأت العلاقة مع زميلتها بالمكالمات المطولة عبر الهاتف وجهازها النقال ثم
ما لبثت أن تطورت إلى زيارات مشبوهة تحت مسمى الحفلات والصديقات لمناسبة ودون
مناسبة !! تدنى المستوى الدراسي ل ( حنان ) بشكل واضح لمن كان حولها وخاصة أختها
الكبرى

تقول هذه الفتاة: ....

( في لحظة من اللحظات القاتلة زارتني صديقتي وكنت متعبة بسبب صداع برأسي من السهر
المتواصل وقلة النوم أثناء الامتحانات فأعطتني حبة وقالت لي : نصف ساعة وستكونين حنان
أخرى صدقتها وفعلت وتناولت وهنا بدأ الإدمان حتى إني لم أعد أتمكن من تركها ليومين
متواصلين فأصبحت أطلبها وبكثرة من صديقتي فأشارت علي بما هو أقوى وأحلى وأطول
فترة من هذه الحبوب لكنها غالية الثمن فدفعت لها المال الكثير وكل ذلك من ( أمي ) التي
كنت أكذب عليها حينا وأسرق منها أحيانًا أخرى لا أطيل عليك تطور الأمر فعلمت أختي الكبرى بإدماني على المخدرات وهددتني بأن تخبر أمي وأبي فأصبحت أتهرب منها 
ومن الغد
أخبرت صديقتي بذلك فخفنا كلنا من الفضيحة وكلام الناس ففكرنا بفكرة شيطانية هي أن
نورط أختي معنا بحبة أضعها لها في الشاي دون علمها وهي أختي العزيزة الحنونة التي لم تفعل
% لي شرًا في حياتي لكنها حقيقة صديقة السوء ومشورتها القبيحة وحصل ذلك بنجاح 100
فبكيت بكاءً خرجت منه روحي قبل دموعي ..
ماذا فعلت بأختي ؟؟
ولماذا ؟؟
ومن المستفيد ؟؟
بكيت كثيرًا فجاءتني تمسح دمعتي وتقول لا تبكين يا أختي والله لن أخبر أمي وأبي أنا أحبك!!

وهنا انفجرت باكية من طيبتها وحنانها وسلامة قلبها ونسيت أن أختي الآن متعاطية مخدرات
وسيعلم أهلي بذلك فماذا أصنع ؟ وماذا أفعل ؟
بقيت ارتجف من الخوف والقلق لقد دخلت أنا وأختي دوامة لا نهاية لها اغلقت الباب عليها
حتى استوعبت حالة الإدمان وفجأة دخل والدي فرآها وعرف أنها متعاطية فضربها أمامي
ضربًا شديدًا وكان ضربه وقسوته أنا الأولى به فأختي مظلومة فنادى أمي وأهانها أمامنا
وأصبحت أختي التي جنيت عليها في وضع حرج وسيء فسجنها والدي في البيت خشية العار
والفضيحة ولكن تحت ضغط أمي سمح لها بالجامعة فقط يا لله !! يا لها من نهاية سيئة !! لهذا
الطريق المظلم أوصلت أختي في ساعات معدودة ولأجل مخدر وأصدقاء وشيطان وهوى ،

بعد يومين فقط جئتني أختي تذكرني بكأس الشاي الذي صنعته لها أنه أعجبها وتريد مثله فرفضت
بشدة لكنها أصرت علي وتوسلت إلي وقبلت قدمي ويدي تمامًا كما أفعل مع صديقتي يوم
أطلب منها فأعطيتها وهكذا بقيت صديقتي تؤمن لنا الجرعات حتى تدهورت أختي في
دراستها بشكل ملحوظ ، وفي يوم من الأيام استدعى رجال الأمن والدي وفي التحقيق أفادوا
أن صديقتي المروجة قبض عليها وأنها اعترفت على وعلي وأختي وتم القبض علينا ودخلنا معها في
دوامة طويلة إيجازها أني أودعت السجن لأني ساهمت معها في البيع والترويج بين صديقاتي 

حكم على القاضي بالسجن ثلاثة أشهر ودخلنا في دوامة طويلة إيجازها أني
دمعة من دموع السجينات تلقينا العلاج المناسب لمن هو في حالنا وعاشت أسرتنا بذلك حياة
ملؤها الإحراج والقلق من جراء ما فعلت بها ؟؟ وما الذي جرني لهذا المزلق الخطير التي كانت
بسببه أختي ضحية بريئة لا ذنب لها ولا خطيئة ثم كيف لي أن أعيش أيامي القادمة وكلها
تشهد على بالجناية والخطأ والزلل كيف لا وأنا الظالمة لنفسي ولأختي ؟! لكن هي رسالة توبة
أنقلها 
 أعاهد ربي فيها بإصلاح ما حصل قدر ما استطيع كي أخفف من جروح
أهلي
لكنها نهاية مسايرة صديقات السوء وإدمان المخدرات المقيت و نزوات الشيطان اللعين
التي أفسدت كثيرًا من البيوت وشردت عددًا مخيفاً من الشباب والفتيات وفرقت غير ذلك من
الأسر والمجتمعات ففتن العصر وصوارفه وركام الأصوات الهائلة تنادي الفتيات أمثالي للتعالي 
على أحكام الشرع المطهر في تحريم هذا المخدرات باسم المشروبات الروحية والِكيف المنشود
وهي حملات مأجورة ومخطط لها تستهدف النيل من فتيات هذا المجتمع وشبابه الذي ينعم
بتمسكه بفضائل الشريعة ومبادئها السامية وعفة أهلها وكرامتهم وشكرًا لكم !!!!!!!!


اتمني ان تكون هذه القصة قد استفاد احد منها وتعلم منها ولو شئ بسيط ينفعه في حياته ......





الاثنين، 21 أبريل 2014

لماذا فعلتي هذا يا أمي؟؟

لماذا فعلتي هذا يا أمي؟؟؟

قالتها  فتاة نزيلة بدار الرعاية الاجتماعية فقد أرسلت رسالة تحكي حالها وسبب سجنها
فكان مما كتبت بين طيات رسالتها وصفحاتها أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة أكتب قصتي
وأسطر حروفها بعتاب ساخن أخرجه الألم وأفاضه القلب اروح ( لماذا فعلت هذا يا أمي )
وأودعتني بدعوتك السجن وظلماته وكان بمقدورك أن لا تفعلي ذلك !!

هذه الفتاة لها مع أمها قصة وأي قصة !!لها مع أمها حديث العقوق المشين والعصيان المقيت
فكم كانت هذه الفتاة عاقة لأمها ليس في تصرفاتها فحسب بل حتى في أقوالها وحديثها وأنها
في حالات كثيرة أحزنت أمها وأدخلت عليها الأسى والشجن والله يمهل ولا يهمل !!

تقول هذه الفتاة عن نفسها في رسالتها ..
تعرفت على صديقة سيئة في الجامعة عرفتني بدورها على شاب كانت مؤهلاته الأناقة
والوسامة وأصول الإتيكيت كما يقال بيننا معاشر الفتيات وأنه رومانسي لايوجد مثله
استطاع أن يصطادني بأسلوبه وخفة دمه ولقد كنت أتحدث إليه عن طريق الهاتف الساعات
الطويلة وأعلل ذلك لوالدي أمام فاتورة الهاتف الباهظة بأنها صديقتي ولن أعود لتكرار ما فعلت 
فكان يعاتبني وما أسرع ما يتسامح ويعفو لكن في لحظة غفلة مني علمت ( أمي) بذلك وأني
على علاقة برجل غريب فنهرتني وحذرتني بل هددتني بإخبار والدي إن لم أقلع عن ذلك لكني رفضت لعلمي بضعف أمي وأنها لا تستطيع إخبار أبي فأنا أعرفها جيد ًا وبم تفكر
 فأعادت التحذير لكني رفضت وطالبتها بعدم التدخل كثيرًا في شؤوني الخاصة وفي يوم من الأيام اتصل بي الشاب على الجوال وكنت بعيدة عنه فأخذته أمي وردت عليه وهو ساكت لم يتحدث لأن الصوت مختلف فأيقنت أنه هو فردت عليه بكلام جارح وأسلوب قاسي
 فأخبرني هو بذلك فصدقته تحت ضغط الحب الزائف والتعلق المزعوم .

نعم أنا أحبه آنذاك ولا استطيع الإبتعاد عنه

وبسبب ذلك ذهبت لأمي رافعة صوتي عليها
بكلام لا أستطيع البوح به الآن في رسالتي وأطلب من الله السماح والعفو والصفح 
فبكت أمي
وجثت على ركبتيها وقالت: بنيتي ما بك ؟؟ اتق الله ؟؟أنا أمك ..أنا أمك ..أن 
أمك..,فقلت اتركيني ولا علاقة لك بي !! اتركيني وشأني !!لكن وفي لحظة تسلط الشيطان علي ,
 نادتني أمي بصوت مرتفع فنهرتها ومضيت وتركتها فقالت:اسمعي مني فالتفت إليها
ونظرتها بنظرات غاضبة وقبح الله تلك النظرات التي أرسلتها لأعظم مخلوق يحبني ويخاف علي
رفعت يديها أمي وعيناها تذرفان بالدمع وقالت بصوت متقطع: (اللهم اسألك أن تكفيني شرها )ونسيت أمي أن تدعو لي بالصلاح والهداية نسيت أن تدعو لي بالستر وعدم الفضيحة
لقد دعت أمي علي فأصابتني في مقتل فهذه الدعوة سلاح فتاك سريع الأثر كيف لا وهي
دعوة الوالدة على بنتها ومن قلب غاضب عليها لتخرج فتخترق الحجب والسحب والسماء
فتصل إلى الله السميع البصير !!

( تطورت العلاقة)مع هذا الشاب حتى قويت الصداقة أكثر ونحن ننتظر الفرصة المناسبة
للخروج معًا ضاربة بتهديد أمي لكني كنت خائفة من دعوتها خوفًا يجعلني في قلق دائم مما
أفعله وكان الشيطان يستدرجني بتعلقي اذا الشاب وفي لحظة غفلة من أهلي وخاصة (أمي)
خرجت معه مرات عديدة لتقع المصيبة الكبرى الجريمة العظمى (الزنا)وبعد أشهر حملت منه
سفاحًا فأخفيته عن أهلي لنتفق سويًا على إيجاد حل لهذه الكارثة , ودعوة أمي ما تزال بين
عيني لا تفارقني ومنظرها وهي رافعة يديها تدعو علي مشهد لا يتوقف ... اتفقنا سامحنا الله
على إجهاضه وقتله وهو من لا ذنب له ولا خطيئة وتحت جنح الظلام ورمال المعصية
وصحراء الخطيئة ُأجهض الحمل وأسقط في حفرة الذل والانحطاط لكن الله كان لنا بالمرصاد
فهو الذي يمهل ولا يهمل فكشف الله الجريمة على يد رجال الأمن ليخرج الصباح وتشرق
الشمس وتستيقظ الأسرة على مصيبة تنوء بحملها الجبال الراسيات بكيت كثيرًا وأنا في
السجن أتذكر دعوة أمي التي قتلتني فالحادثة مهولة والنهاية فاجعة بالنسبة لي ولأهلي 

 وأقول بألم ومرارة:
بأي وجه أقابل أمي الحنون!!
وبأي حال أقابل أبي الكريم!!
وهو مطأطئ الرأس مسود الوجه قد ذبحته بغير سكين كيف لا!!والجريمة بشعة والمصير السجن
لا محالة 

تقول هذه الفتاة في نهاية رسالتها ......
أودعت السجن جزاء سلوكي السبل الممنوعة والطرق الشيطانية لقد تورطت بذلك في
علاقات سلبت مني كرامتي وعفافي وأهدرت بأقل ثمن بل وبدون مقابل إلا شهوة دقائق
ونشوة عابرة ما أسرع ما انتهت وبقيت اتجرع آلامها شهورًا طويلة عش ت أيامها في السجن
أعد الأيام عدًا وأتجرع لوحدي الأسى والأسف وأتنفس الهم والشجن عشت في سجن ضاق
بي وضاقت معه أنفاسي فلم يعد بمقدوري أن أتحمل بعدي عن أمي التي تزورني من وقت
لآخر وهي تدعو لي لكن بعد فوات الأوان 

عفوًا مهما أخطأت فأنا تائبة!!وإن زلت بي القد م فأنا عائد ة!!لا غنى لي عن أمي فهي
من تزيل همي وتخفف لوعتي فدعوة لكل أم أن ترحم أمثالي من بعض الفتيات روحات بنار
المعصية المكلومات بحرارة الخطيئة .


ويوجد في هذه القصة كثير من الأحاسيس تشعر بها صاحبة هذه القصة منها:

( إحساس مقزز)
يوم أن همش الذئب لحمها وافترس قلبها واحتسى دمعها لتتابع عمليات موت الكثير من فتياتنا
بين أنيابهم ومخالبهم كلما رأيت القصص المؤسفة .

( إحساس ممل )
يوم أن تقرأ قصة مثل هذه فلا تتحدث إلا عن نفسها وفقط ولا معتبر ولا متعظ ولا متأثر ولا
تائب فكم هن الفتيات اللواتي تعرفن على شباب وتواعدوا على الزواج باسم الحب قبله .

( إحساس مؤسف )
يوم أن فتحت هذه الفتاة لهذا الشاب قلبها وبوابة أحلامها فمنحته الثقة بلا حدود فبكت
وأبكت قبل دخول عش ومملكة الزواج المنبع الصافي للسحر الحلال .

( إحساس مخيف جدًا )
يوم أن اكتشفت الفتاة موت مشاعرها الصادقة وحبها الصافي الشرعي الذي لا يكون إلا
بالحلال وفقط اكتشفت وبكل أسف بأنها مخطئة بكل ما تحمله الكلمة من إحساس مخيف
لرحيل الحياة الطيبة بخطيئة نهايتها الفشل الذريع كما حصل .

( إحساس بشع )
يوم أن وهبته أسرارها فاصطادها بها وإن كان كاذبًا في كلامه ووعده لكن لم تستطع التراجع
بعد السقوط ودعوة أمها كانت القنبلة الموقوتة في ذلك .

( إحساس مزعج )
لكل داعية فاضل له جهد مشكور في توجيه فتياتنا أن لا يصيبه الإحباط من هذه القصص
المزعجة المؤسفة بل تكون داعية لبذل المزيد من الجهد وا لمثابرة في إرسال الحلول الملائمة
للأخطاء وعلاجها بسرية تامة.

( إحساس مؤلم )
يوم أن عاشت شبابها تحت نيران العقوق المقيت فعاشت مع أم أحبتها وأعطتها كل شيء
وبخلت الفتاة بأقل شيء لتعاقب بشاب أعطته هي كل شيء ولم يعطها أي شيء إلا العار
والفضيحة تتجرعه لوحدها وفقط .

( إحساس قاسي )
حينما تذكرت الفتاة صديقتها السيئة الوسيط بينهما فقد كانت قبلها تعيش الهدوء والاستقرار
في ببت أهلها لم يخطر ببالها أن تصل إلى ذلك وكان بمقدورها أن تقطع علاقاتها معه من
البداية لكن ما فات لا يعود وها هي حصدت السجن تحت ضغط الحب الزائف .

( إحساس صادق )
في توبتها وعودتها ورجوعها وأسفها على ما حصل من خطأ وزلل  و ما حل بها من إثم وخطيئة 
فرحمة الله تشمله والتوبة ندم والتائب
من الذنب كمن لا ذنب له والحياة أنفاس والأنفاس أيام والأيام سنوات والعم ر محدود يختمه
بالتوبة الصادقة .....


المصدر:حمد بن سليمان اليحيي
       

دموع سجينات تائبات....

( دموع السجينات )

 رسائل عاجلة لكل أب وأم وأخ وأخت وزوج
وزوجة وشاب وفتاة وخاصة الشباب المعاكس ذكوراً وإناثًا وهم يلعبون بالنار والأعراض إن
صح التعبير .

دموع السجينات... لحظة ألم في ساعة كدر تعبت فيها نفوس وبكت من هولها عيون
تكالبت عليه  ن المصائب والآلام  هموم متراكمة ومشاعر حزينة وآمال بعيدة
وعواطف محرومة فما أكثر ما تشتكي أحدهن وتبكي ولا مجيب ولا سامع فمن لهن يا الله!!

دموع السجينات... هي القلوب الحزينة والأعين الباكية والدموع الحارة والأنفس المفجوعة قد 
علا الشحوب وجوههن وفتكت الهالات السوداء بأجفانهن من وحشة المكان وفراق الأحباب 

دموع السجينات ...جدران تحوي نساءً وفتيات تنسج من حياتهن الحكايات الموجعة والقصص 
مختلفًا ودمارًا لها مجلجلا ، إنها رسائل عاجلة لكافة أفراد المجتمع من أم مكلومة وأخت مهمومة 
كسيرة وزوجة ضعيفة فالدموع وحدها لا تكفي والموت ألف مرة لا تعادل آهة واحدة تخرج 
من جوفها المجروح وفؤادها الحزين.

دموع السجينات ...مجموعة من القصص الواقعية بشخصياتها وأحداثها ونهايتها المؤسفة أو 
السعيدة لكن في حالات نادرة جدًا كيف لا ! وهي متعة أعقبت ندما وأورثت حسرة إنها 
قصص ومآسي حقيقة لنساء وفتيات ضعن وضاع معهن شرف وسمعة عائلاتهن بسبب 
السذاجة وقلة الخبرة وانعدام المثالية و التوجيه فكانت النتيجة الانخراط في سلك الانحراف 
والرذيلة إنها قصص تدمي القلب والعقل معًا وتعتصر النفس حسرًة وألمًا على هذه الزهور 
النضرة التي ذبلت في مستنقع الفساد ووحل الخطيئة. 

المصدر:حمد بن سليمان اليحيي

الخميس، 17 أبريل 2014

قصة العذراء مريم بنت عمران عليها السلام

مريم بنت عمران البتول العذراء هي أم النبي عيسي عليهما السلام 
وقصتها تنبع من معجزة عيسي الذي ولد منها من غير أب 
وكانت هي من اهل الورع والتقوي ولقد أثني عليها رسول الله كما أثني علي امرأة فرعون فقال :(أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم)
ولان قصة ميلادها لعيسي معجزة ربانية فمن الجدير بنا أن نتدبر قصتها من البداية .


 امرأة عمران تنذر ما في بطنها لبيت المقدس:-
امرأة عمران هي أم مريم وقد نذرت لله إن رزقها الله بولد أن تجعله في خدمة بيت المقدس ولكن حدث ما وقعها في حيرة 
قال الله تعالي (إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطن محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم ,, فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها انثي والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثي و إني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ,, فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا)
 ولقد بين لنا الحافظ بن كثير في تفسيره قصتها فيقول:

كان ابوها عمران صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه وكانت أمها وهي "حنة بنت فاقود بن قبيل " من العابدات وكان زكريا نبي ذلك الزمان زوج أخت مريم" أشياع" في قول الجمهور وقيل زوج خالتها" أشياع "والله أعلم.
  وقد ذكر محمد بن اسحاق وغيره أن أم مريم كانت لا تنجب فرأت يوما طائرا يزق فرخا له فاشتهت الولد فنذرت لله ان حملت لتجعلن ولدها محرر اي حبيسا في بيت المقدس .

كفالة ذكريا لمريم عليهما السلام:-
عندما أصبح كفالة مريم من نصيب ذكريا عليهما السلام قام براعيتها ولما اشتد عودها اتخذ لها مكان شريفا من المسجد "محرابا" لا يدخله أحد غيره فكانت تعبد الله فيه وتقوم بما يجب عليها من سدانة البيت إذا جاءت نوبتها وتقوم بالعبادة ليلها ونهارها حتي صارت يضرب بها المثل بعبادتها في بني اسرائيل واشتهرت بما ظهر عليها من الأحوال الكريمة والصفات الشريفة 
وكان كلما دخل عليها نبي الله ذكريا موضع عبادتها يجد عندها رزقا غريبا في غير أوانه فكان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف فيسألها(أني لك هذا ) فتقول :(هو من عند الله ) أي رزق رزقينه الله (أن الله يرزق من يشاء بغير حساب).

مريم والبشري بعيسي عليهما السلام:-
كانت تجلس مريم في محرابها وتجد امامها رجلا في خلوتها لا تعرفه ويبشرها بغلام وهي العفيفة الطاهرة فهو موقف عجيب قد أثارها هذا حتي أدركت أنه ليس رجلا ولكنه ملك من ملائكة الله فكان منها التسليم والترحيب عندما علمت انه ملك وليس بشر.

ولقد أحسن صاحب الظلال في تفسير هذه القصة من خلال تفسير آيات القرآن الكريم 
حيث قال سيد قطب في الظلال:-

فهذا هو المشهد الاول -فتاة عذراء وقديسة وهبتها أمها وهي في بطنها لخدمة المعبد.
لا يعرف عنها أحد إلا الطهر والعفة ولا يعرف عن أسرتها إلا الطيبة والصلاح من قديم.
ها هي تخلو إلي نفسها لشأن من شئونها التي تقضي التواري من أهلها والاحتجاب عن أنظارهم... ولكن لا يحدد السياق القرآني ما هو هذا الشأن ,ربما لانه شأن خاص جدا من خصوصيات الفتاة.
وبينما وهي في خلوتها مطمئنة إلي انفرادها تفاجأ مفاجأة عنيفة فتنتفض انتفاضة العذراء المذعورة يفاجئها رجل في خلوتها,فتلجأ الي الله تستعيذ به وتستنجد وتستثير مشاعر التقوي في نفس الرجل,والخوف من الله والتحرج من رقابته في هذا المكان الخالي.
وهنا يتمثل الخيال تلك العذراء الطيبة البريئة ذات التربة الصالحة ,التي نشأت في وسط صالح ,وكفلها ذكريا بعد أن نذرت له جنينا وهذه هي الهزة الاولي التي تعرضت لها العذراء مريم عليها السلام.
قال لها الرسول :"أنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما ذكيا" وليتمثل الخيال مقدار الفزع والخجل .
وهذا الرجل السوي الذي لم تثق بعد بأنه رسول ربها فقد تكون حيلة فاتك يستغل طيبتها يصارحها بما يخدش سمع الفتاه الخجول .
ثم تدركها شجاعة الأنثي المهددة في عرضها ,فتسال في صراحة "كيف؟"
قالت:(أني يكون لي غلاما ,ولم يمسسني بشر, ولم اك بغيا؟)هكذا في صراحة وبالألفاظ المكشوفة .
فهي والرجل في خلوة والغرض من مباغتته لها قد صار مكشوفا.
فما تعرف هي بعد كيف يهب لها غلاما؟
فالحياء هنا لا يجدي ولا يفيد ,والصراحة أولي ...كيف؟
ويبدو من سؤالها أنها لم تكن تتصور حتي اللحظة وسيلة أخري لأن يهبها غلاما إلا الوسيلة المعهودة بين الذكر والانثي وهذا هو الطبيعي بحكم التصور البشري.
فهذا الأمر الخارق التي لا تتصور مريم وقوعه هين علي الله.
فأمام القدرة التي تقول للشئ كن فيكون كل شئ هين سواء جرت به السنة المعهودة أو جرت بغيره .
والرسول يخبرها بأن ربها يخبرها بأن هذا هين علي الله .
وانه أراد أن يجعل هذا الحادث العجيب آية للناس وعلامة علي وجوده وقدرته وحرية ارادته. 
وايضا رحمة  لبني إسرائيل أولا وللبشر جميعا ,بإبراز هذا الحادث الذي يقودهم الي معرفة الله وعبادته وابتغاء رضاه.
بذلك يكون انتهي الحوار بين الروح الامين وبين مريم العذراء ... ولا يذكر السياق القرآني ماذا كان بعد الحوار.


حمل وولادة العذراء مريم للمسيح عيسي عليهما السلام:-
تأتي اللحظة التي تتمناها كل امرأة وهي لحظة الولادة ورؤية صغيرها الذي ظل في رحمها تسعة أشهر تنتظر ان تحمله بين يديها لينسيها إرهاق الحمل وأوجاع الطلق ولكن مريم عليها السلام حالها كان مختلف لان ابنها لم يكن له أب ككل الشر من بعد آدم وحواء عليهما السلام فهو خلق بكلمة الله تعالي وليس تعرف بعد كيف يستقبلها الناس وهي تحمل صغيرها وهي العذراء الطاهرة ؟!
ورغم ادراكها لعظمة هذا الحمل وبركته وأن ابنها هذا معجزة ربانيه ورسول من رب العالمين إلا انها امام هذا الموقف ضعيفة وحائرة ,ولكن رحمة الله لم تفارقها أبدا فماذا حدث؟
فهي الآن في موقف اشد هولا من موقفها السابق مع الرسول في كانت تواجه الحصانة والتربية والاخلاق بينها وبين نفسها اما هنا فهي تواجه المجتمع بالفضيحة .
وتواجه الآلام الجسدية بجانب الآلام النفسية ,تواجه المخاض الذي جاءها إلي جذع نخلة واضطرها اضطرارا إلي الاستناد عليها ,وهي وحيدة فريدة تعاني حيرة العذراء في أول مخاض لها ولا علم لها بشئ ولا معين لها في شئ  فاننا لانكاد نري ملامحها ونحس باضطراب خواطرها ونلمس مواقع الألم فيها  وهي تتمني لو كانت "نسيا" اي تلك الخرقة التي تتخذ دم الحيض ثم تلقي بعد ذلك وتنسي!

وفي حدة الألم وغمرة الهول تقع المفاجأة الكبري وهي:

((فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا ,وهذي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا .فكلي واشرب وقري عنيا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فل أكلم اليوم انسيا)) .

يالله! طفل ولد اللحظة يناديها من تحتها يطمئن قلبها ويصلها بربها ويرشدها إلي طعامها وشرابها ويدلها علي حجتها وبرهانها 
ونحسبها قد دهشت طويلا وبهتت طويلا قبل ان تمد يدها الي جذع النخله تهزه ليساقط عليها رطبا جنيا ... ثم أفاقت فاطمأنت ان الله لا يتركها والي ان حجتها معاه..هذا الطفل الذي يبطق في المهد ..فيكشف عن الخارقه التي جاءت به اليها.

مواجهة العذراء مريم قومها وهي تحمل صغيرها عيسي عليهما السلام:-
إننا لنتصور الدهشة التي تعلو وجوه القوم _ويبدو انهم أهل بيتها الأقربون في نطاق محدود-وهو يرون ابنتهم الطاهرة العذراء الموهوبة للهيكل العبادة المنقطعة العبادة ..برونها تحمل طفلا!
قالوا:"يامريم لقد جئيت شيئا فريا .ياأخت هارون ما كان امرأ لسوء ,وماكانت امك بغيا" فكانت ألسنتهم لتنطلق بالتقريع والتأنيب .

تنفيذ مريم وصية الطفل العجيب التي لقناها إياها:-
"فأشارت إليه"
فماذا تقول في العجب والغيظ الذي ساورهم وهم يرون العذراء تواجههم بالطفل ,ثم تتبجح فتسخر ممن يستنكرون فعلتها فتصمت !وتشير لهم الي الطفل ليسألوه عن سرها 
قالوا :كيف نكلم من كان في المهد صبيا؟

ولكن ها هي الخارقة العجيبة تقع مرة أخري :

قال:(إني عبد الله ,أتاني الكتاب ,وجعلني نبيا ,وجعلني مباركا أينما كنت ,وأوصاني بالصلاة والذكاء ما دمت حيا ,وبرا بوالداتي ولم يجعلني جبارا شقيا ,والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا)

هكذا يعلن عيسي عليه السلام عيوديته لله.
فليس هو ابنه كما تدعي فرقة ,وليس هو إلها كما تدعي فرقة ,ويعلن ان الله جعله نبيا ,لا ولدا ولا شريكا ,وبارك فيه وأوصاه بالصلاة والزكاة مدة حياته ,والبر بوالدته والتواضع مع عشيرته .
فله إذن حياة محدودة ذات أمد وهو يموت ويبعث 
وقد قدر الله له السلام والطمأنينة يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا

وهكذا نتعلم من قصة العذراء مريم ان نرضي بقضاء الله وأمره مهما كان ونكون علي يقين بان ما كتبه وقدره الله لنا هو الخير لا محالة .
فعندما أخبر رسول الله  مريم بان الله أراد ان تحمل  بعيسي عليها السلام ظنت انها كارثه كبير وفضيحه لها 
ومع ذلك كانت هذه الكارثة من اعظم معجزات الله عز وجل 
فيجب علينا جميعا ان نتاكد ان لا أفضل لنا من قضاء الله وقدره .

الاثنين، 14 أبريل 2014

قصـــــــــــة آسيـــــــــــة امـــــــرأة فرعــــــون

  آسية امرأة فرعون من نساء أهل الجنة بل أفضلهن كما ثبت عن النبي -صلي الله عليه وسلم -حيث قال :(أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد ومريك بنت عمران وآسية بنت مزاحم  امرأة فرعون )
  فهذه هي النعمة التي انعم الله بها عليها,
 فلماذا اعطاها الله هذه النعمة والميزة؟
من الله عليها بهذه النعمة لورعها وتقواها وخوفها الشديد من الله تعالي وايمانها به وكفرها بفرعون علي الرغم انها زوجته وهو الذي طغي وتكبر وادعي الربوبية وهاب جبروته الناس الا من رحم ربي .
  ورغم ان امراة فرعون لم تصفح عن ايمانها بالله تعالي خوفا من فرعون وبطشه فقد علمه من يعلم السر وهو الله عز وجل .
  كما كان لها من الفضل علي نبي الله موسي عليه السلام ما جعل رسول الله محمد ان يذكرها من ضمن أفضل نساء الجنة.
  وها هي قصتها من البدايــــــــــــة :-


خوف فرعون من اليهود :-
خاف فرعون ان تتحقق ابراهيم الخليل -عليه السلام- بميلاد غلام من بني اسرائيل يكون علي يديه هلاك فرعون .
  ومن ثم كان فرعون يستحي نسائهم ويذبح ابنائهم حتي لا يعيش هذا الغلام وتتحقق النبؤة .
 وكان بني اسرائيل في ذلك الوقت خيار اهل زمانهم هذا وقد سُلط عليهم هذا الملك الجبار يستعملهم في أخس الأعمال ويكدهم ليلا ونهارا في أشغاله وأشغال رعيته ويقتل مع هذا ابنائهم ويستحي نسائهم إهانة لهم وخوفا من ان يوجد منهم الغلام الذي تتحقق به نبؤة ابراهيم عليه السلام .
 وكانت القبط قد تلقوا هذا من بني اسرائيل فيما كانوا يدرسونه من قول ابراهيم الخليل عليه السلام حيث ورد الديار المصرية وجري له مع جبارها ما جري حين أخد السيدة  سارة ليتخذها جارية فصانها الله منه ومنعه منها بقدرته وسلطانه وبشر ابراهيم عليه السلام ولده انه سيولد من صلبه وذريته من يكون هلاك مَلك مصر علي يديه .
  فكانت القبط تتحدث بهذا عند فرعون فاحترز فرعون من ذلك وأمر بقتل ذكور بني اسرائيل ولكن لا ينفع حذر من قَدر لان الله إذا جاء لا يؤخر ولكل أجل كتاب.
  فلقد أراد فرعون بحوله وقوته أن ينجو من موسي فما نفعه ذلك مع قدرة المَلك العظيم الذي لا يُخالف أمره القدري ولا يُغلب بل نفذ حكمه وجري قلمه في القدم بان يكون هلاك فرعون علي يد موسي عليه السلام رغم كل ما فعله.
  بل يشاء الله ان يكون هذا الغلام الذي احترز فرعون من وجوده وقتل بسببه ألوفا من ذكور بني اسرائيل  منشأه ومرباه علي فراش فرعون وفي داره وغذاؤه من طعامه وهو الذي رباه .
  وهذا يعلمنا ان الله رب السموات والأرض هو القاهر الغالب العظيم القوي العزيز الشديد المحال الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.

أم موسي وخوفها علي موسي عليه السلام:-
لما زاد طغيان فرعون وإسرافه في القتل خشيت أم نبي الله موسي عليهما السلام عند ميلاده أن يقتله فرعون فأوحي الله إليها أن تقذف به في اليم ولا تخاف فهو في رعاية الله وحمايته , ونتأمل هذه الآيات البينات:
قال الله تعالي :(وأوحينا إلي أم موسي أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليكِ وجاعلوه من المرسلين ) أية 7 القصص.
   وهكذا وعد الله أم موسي انه إذا ذهب سيرده إليها وأنه سيجعله نبيا مرسلا يُعلي كلمته في الدنيا والأخرة فصنعت ما أُمرت به وأرسلته ذات يوم وذهلت ان تربط طرف حبل التابوت عندها  فذهب مع النيل فمر علي دار فرعون .
  وهكذا شاء الله تعالي أن تكون رعاية موسي عليه السلام وتربيته في بيت عدوه الذي فعل الأفاعيل من اجل ألا يعيش هذا الغلام .
  وهنا يأتي الدور العظيم لامرأة فرعون فماذا فعلت ؟

آسية وحنانها علي نبي الله موسي عليه السلام:-
قال الله تعالي:(فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين , وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسي أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون )

فذكر المفسرون :أن الجواري التقطنه من البحر في تابوت مغلق عليه فلم يتجاسرون علي فتحه حتي وضعوا التابوت بين يدي امرأة فرعون (آسية بنت مزاحم)فلما فتحت التابوت ورأت وجهه يتلألأ بتلك الأنوار النبوية والجلالة فلما رأته ووقع نظرها عليه أحبته حبا شديدا جدا فلما جاء فرعون قال: ما هذا ؟ وأمر بذبحه فاستوهبته امرأته منه ودفعت عنه وقالت:(قرة عين لي ولك ) فقال لها فرعون( أما لكِ فنعم وأما لي فلا)  أي لا حاجه لي به.

أم موسي وخوفها علي ابنها بعد ان القته في اليم :-
نعود إلي موسي عليها السلام التي بلغ بها الحزن مبلغه لدرجة التي كانت سوف تفضح نفسها وتسأل عنه لولا أن الله تعالي ربط علي قلبها ووعدها ووعده عز وجل حق برده أليها ,  فكيف أعاده الله إليها ؟
قال الله تعالي :(وأصبح فؤاد أم موسي فارغا إلي كادت لتبدي به لولا أن ربطنا علي قلبها لتكون من المؤمنين ,, وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون , وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم علي أهل بيت يكفلونه لكم وهو له ناصحون ,, فرددناه إلي أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون ) الآية 13 القصص.
  فعندما قالت لهم اخته هذا الكلام ذهبوا معها إلي منزلهم فأخذته أمه فلما أرضعته التقم ثديها وأخذ يمتصه ويرضعه ففرحوا بذلك فرحا شديدا وذهب البشير الي آسية يعلمها بذلك فاستدعت أم موسي الي منزلها وعرضت عليها أن تكون عندها وأن تحسن اليها فأبت عليها  وقالت: إن لي بعلا وأولادا ولست أقدر علي هذا إلا أن ترسليه معي
فأرسلته معها ورتبت لها رواتب وأجرت عليها النفقات والكساوي والهبات فرجعت به وهكذا قد جمع الله شمله بشملها وصدق وعد الله فان وعد الله حق وان الله لا يخلف الميعاد.

   وهكذا نجد في قصة "آسية بنت مزاحم و أم موسي " المعني السامي للصبر والمحبة فضلا علي ايمانهما بالله تعالي وبصدق وعده.


فمن منا بعد قراءة هذه القصة لا تحب ان تكون مثل أسية امرأة فرعون وتكون من افضل نساء الجنة بتحلي بصفات هذه المرأة التي جعلتها من افضل نساء الجنة. 

ومن لا تحب ان تتصف بصبر ام موسي وتحملها كل هذا العناء الذي راته بصبر وايمان بالله وقدره دون اي اعتراض علي حكمه وامره .

يجب ان نعلم جميعا ونكون علي يقين بان الله قادر علي كل شئ ولا رد لقضاء الله وقدره فلا نقلق انفسنا بالمستقبل وما سيحدث فيه لان قضاء الله وقدره حادث لا محاله مهما فعلنا سواء كان خير ام شر.

فيجب ان نشغل بالنا فقط بطاعة الله وان ندخل في تحدي مع انفسنا باننا سوف نحصل باذن الله علي مراتب عاليه عند الله مهما كانت الظروف مثل أسية امرأة فرعون التي تحدت ظروف حياتها وانها زوجة فرعون  الطاغي الظالم واصبحت من افضل نساء الجنة .


وان نعلم ايضا ان الظلم مهما طالت يديه وبطشت لابد له من نهاية وان الحق والعدل سوف ينتصران مهما طال الزمن لان الله اسمه الحق والعدل ولا يرضي بالظلم ابدا.

وايضا يجب ان نكون علي يقين ان وعد الله حق وانه لا يخلف الميعاد وان نكون مؤمنين بهذا حق ايمان .

الأحد، 13 أبريل 2014

قــــصــــة أمنــــــا حـــــواء مــــع آدم عليهمـــــــــــــا الســــــــلام

أمنا حواء هي أول امرأة علي وجه الأرض خلقها الله تعالي من ضلع آدم عليه السلام وهو نائم حتي لايشعر بألم وبالتالي لا ينفر منها وحتي تكون له سكن وتتحقق سنة الله في خلقه وهي تعمير الأرض بالبشر وتتابع الاجيال.

ويؤيد هذا قول الله تعالي:

(هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما اثقلت دعوا الله ربهما لئن اتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين) الآية 189 الاعراف 

وقال رسول الله صلي الله عليه والسلام :(استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شئ في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا )

وها هي قصة أمنا حواء من البداية:-

 حواء مع آدم في الجنة:-


عندما خلق الله آدم عليه السلام وأمره بدخول الجنة كانت معه أمنا حواء عليها السلام, وعندما دخلت حواء الجنة نهاها الله هي وزوجها آدم عليهما السلام عن الأكل من شجرة معينة في الجنة. 

فهل امنا حواء كما يقال هي التي اغرت ادم بالاكل من الشجرة حتي عصي ربه وطرد من الجنة كما يشاع بين الناس؟

هذا ما ستعرفه:

حواء والأكل من الشجرة المحرمة:-

فعندما حرم الله علي حواء وآدم عليهما السلام الأكل من الشجرة كامتحان واختبار لهما فكان الشيطان الذي رفض السجود لآدم وأقسم أن يغوي جميع البشر إلا العباد المخلصين فكان هذا اللعين لهما بالمرصاد ووسوس لهم هذا اللعين بالأكل من الشجرة المحرمة وزين لهم الأمر فعصي آدم وزوجته ربهما ,
ويجب أن نعرف
ان آدم و حواءعليهما السلام لم يبقوا في الجنة وقت طويل 
فعن ابي هريرة قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها)

 آدم وحواء في الدنيا:-

عندما هبطت أمنا حواء مع آدم علي الأرض وطردوا من الجنة وما فيها من نعيم بدأت حياتهما يأخذ شكلا جديدا من البلاء والسعي من أجل الاستقرار فيها زيادة علي ذلك الفتنة المتمثلة في الشيطان الذي هبط معهما يتربص بهما ويوسوس لهما بالكفر بالله تعالي واليأس من رحمته كما يفعل معانا الآن وسيظل هكذا حتي يوم القيامة 
وكانت بداية فتنة هذا اللعين تتمثل في العداوة بين الابناء قابيل وهابيل حتي قتل احدهما الأخر.
فقال ابن كثير عن ابن مسعود عن ناس من الصحابة :
(اانه كان لا يولد مولود إلا وُلد معه معه جارية فكان يزوج غلام هذا البطن لجارية البطن الأخر ويزوج جارية هذا البطن لغلام البطن الأخر حتي وٌلد له ابنان قابيل وهابيل وكان قابيل صاحب زرع وكان هابيل صاحب ضرع وكان قابيل هو أكبرهما وكانت له اخت احسن من اخت هابيل وان هابيل طلب ان ينكح اخت قابيل فأبي عليه وقال :هي اختي ولدت معي وهي أحسن من أختك وأنا احق أن أتزوج بها فامره ابوه ان يتزوجها هابيل فأبي هابيل
فقربا قربانا الي الله ليعلموا ايهماأحق بالجاريه
  وكان آدم قد غاب عنهما الي مكة ينظر اليها فقال أدم لسماء :احفظي ولدي بالأمانة فأبت فقال للأرض فأبت قال للجبال فابت فقال لقابيل قال:نعم تذهب وترجع وتجد اهلك كما يسرك 
فلما انطلق آدم قرب كلا منهما قربانه وكان قابيل يفخر عليه فقال :انا أحق بها منك هي أختي وأنا اكبر منك وأنا وصي والدي 
فلما قربا قرب هابيل جذعة سمينة وقرب قابيل حزمة سنبل فوجد فيها سنبلة عظيمة ففركها فأكلها فنزلت النار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل فغضب وقال: لأقتلنك حتي لا تنكح اختي فقال هابيل :انما يتقبل الله من المتقين )
وقتل قابيل اخيه هابيل وقصتهما معروفة 
وكانت تلك أول جريمة قتل علي وجه الأرض كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
(لا تقتل نفسا ظلما إلا كان علي ابن آدم الأول كفل علي دمها لانه كان أول من سن القتل)

ذرية حواء ووفاتها عليها السلام:-
ذكر الإمام أبو جعفر بن جرير في تاريخه "أن حواء ولدت أربعين ولدا في عشرين بطنا -والله تعالي أعلم - وقيل مائة وعشرين بطنا في كل بطن ذكر وانثي أولهما قابيل واخته قليما وآخرهم ابو المغيث وأخته ام المغيث ثم انتشر الناس بعد ذلك وكثروا وامتدوا في الأرض ونموا 
كما قال الله تعالي :
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالا كثيرا ونساء)

وقد ذكر أهل التاريخ -تخميناً بلا دليل - أن آدم عليه السلام لم يمت حتي رأي من ذريته من اولاده وأولاد اولاده أربعمائة ألف نسمة -والله أعلم-

ولم نجد عندهم مايدل علي موت أمنا حواء وعمرها 
والعلم عند الله وحده ولا يصح قول بلا دليل
المصدر :كتاب نساء خالدات للكاتب سيد مبارك


ولعلنا نستفيد من قصة آدم وحواء عليهما السلام أن 

اي ذنب مهما كان صغير وبسيط ممكن يكبر وممكن يكون سبب ان ربنا يغضب علينا مثل ذنب أدم وحواء عليهما السلام ففي نظر بعضنا انه ذنب بسيط اذا قارنا بينه وبين الذنوب التي نفعلها الآن ومع ذلك فان الله غضب عليهم وعقابهم عقاب شديد بان طردهم من الجنه وانزلهم الأرض وحرمهم من نعيم الجنة 

ونستفيد ايضا بأننا عندما نقدم قربان لله او نضحي في سبيل الله فيجب ان يكون هذا القربان او هذه الاضحيه من احسن ما نملك حتي يتقابلها الله منا وويعطينا ثواب خير عليها فنتذكر ان ما نقدم له هذا القربان هو الله عزوجل خالق كل شئ 
فنحن عندما نقدم هديه الي احد نحبه نختار اجمل هدية فما بالنا بالله عز وجل