الخميس، 19 يونيو 2014

الأطفـــال وخطـــورة أفـــلام الكرتــــون

لقد سعدت الأمهات بانشغال أطفالهن عنهن بمشاهدة أفلام الكرتون لأن ذلك أتاح لهن فرصة للقيام بالأعمال المنزلية لكن هؤلاء الأمهات لم ينتبهن إلي الأثر الخطير لأفلام الكرتون والتلفاز.

فإن أكثر من 80%من مشاهدة الأطفال للتلفاز تكون في مشاهدة الكرتون ,وتزداد مشاهدة الأطفال لأفلام الكرتون أكثر في بيوت الملتزمين وذلك لأنهم يحاولون أن يبعدوا أطفالهم عن مشاهدة مناظر غير لائقة علي قنوات أخري فنجدهم يركزون علي قنوات الكرتون .
وفي الحقيقة فإن مشاهدة أفلام الكرتون لها ثلاث ايجابيات فقط والقضية ليست قضية الرسوم المتحركة ولكنها قضية المفاهيم التي تنتقل عبر هذه الأفلام الكرتونية إلي أطفالنا والتي يعمل عليها أساتذة الغرب لتغيير ثقافة وهوية أولادنا.

وتتلخص ايجابيات الأفلام الكرتونية في:

1- إطلاق الخيال عند الأولاد:فالرسوم المتحركة تجعل الطفل يعيش مع خياله وهي مرحلة مهمة لاتساع عقل الطفل.

2-تعليم اللغة العربية الفصحي:
فمن أكثر الأشياء التي تعلم اللغة العربية الفصحي لأطفالنا هي أفلام الكرتون التي تم دبلجتها باللغة العربية الفصحي.

3-تزويد الأطفال بمعلومات ثقافية وتعليمية :
فالرسوم المتحركة تستطيع أن تعلم الأطفال الدروس التعليمية ببساطة وذلك من خلال أرنب أو دب أو غير ذلك.

أما عن السلبيات الخطيرة لبعض الأفلام الكرتونية فهي :

1- أفلام الكرتون ترسخ مفاهيم بعيدة عن المفاهيم الاسلامية:
فلقد سأل أحد مؤلفي أشهر حلقات الكرتون علي مستوي العالم والتي حققت نجاحا باهرا وهي حلقات (آل سمسون)والتي تحكي قصة صراع علي السلطة والوصول لها بأي طريقة ,فسئل هذا المؤلف وهو (مات جروننج)ماهو الهدف من هذه الحلقات؟قال: هدفي هو أن أوصل أفكاري ببساطة إلي الأطفال كما أراها أنا ...واعترض عليه البعض قائلين إن هذه الحلقات ترسخ عند الأطفال رفض الخضوع للسلطة وأول سلطة هي سلطة الأباء والمدرسين ,فقال هذا المؤلف : أنا أقصد ذلك وعندما اعترض آخرون لأنه يعلم الأولاد الوصول لما يريدون عن طريق الشر ,قال:وما المشكلة في هذا؟قمن حق كل إنسان أن يعبر عما يريد.

فان الرسوم المتحركة ترسخ في أولادنا صفات سلبية مثل التمرد والعناد والعصبية بشكل أو بآخر لدرجة أنه في إحدي حلقات آل سمسون قال كبير العائلة سمسمون:(من يتسائل أن هناك ربا؟!الآن أنا أدرك أن هناك رباً وانا ذلك الرب )فهي مفاهيم في غاية الخطورة وهذا نوع من أنواع عبادة القوة التي تغرسها الثقافة الأمريكية في عقول أطفالنا.

وهناك ثلاث حلقات متتالية من (سكوبي دو)كلها تحقير للإسلام والعرب ,ففي الحلقة الأولي يحاول ساحر عربي مسلم يسحر سكوبي دو بالسحر الأسود لكن في النهاية يتحول هذا الساحر المسلم إلي قرد وينتصر عليه سكوبي دو ويقول:(لابد أن الساحر المشوش ندم علي تصرفاته العابثة معنا ).
وفي حلقة آخري يحاول "سكوبي دو "تخليص الدكتور نسيب المسلم العربي من براثن مومياء ,وفي النهاية يقضي "سكوبي دو"علي المومياء ويكتشف أن الدكتور المسلم هو الذي يحرك تلك المومياء .
إذن "سكوبي دو"كان يحاول أن ينقذ الدكتور المسلم العربي الذي يتضح في النهاية أنه كاذب وخائن ويحاول التخلص من (سكوبي دو)
فانظر كيف يغرسون في عقول أطفالنا كراهية المسلم سواء الساحر أو الدكتور وفي المقابل يحبون "سكوبي دو " الشخصية الغربية .

2-الرسوم المتحركة تغرس في عقول أطفالنا العنف :
فالأفلام الكرتونية تحتوي علي كثير من العنف والجرائم فنجد البنات يردن اللعب بالكاراتيه بدلا من اللعب بالعرائس والاهتمام بأناقتها .
ومن الحوادث التي حدثت لأحد الأطفال أنه قفز من الدور الرابع تقليدا لإحدي الشخصيات البطولية في أفلام الكرتون.



3-الرسوم المتحركة تعلم أطفالنا وأولادنا الثقافة الغربية:
فالغاية تبرر الوسيلة ...هذا المفهوم تزرعه أفلام الكرتون في عقول أبنائنا من خلال (توم أند جيري)حيث ينتصر دائما الأذكي بأي وسيلة حتي وإن كانت غير مشروعة .

فيقول الدكتور عبد الوهاب المسيري :قصص توم أند جيري تبدو بريئة ولكنها تحوي دائما صراعا بين الغباء والذكاء أما الخير والشر فلا مكان لهما .
فأمريكا تسعي إلي نشر ثقافة القوة ,ومبدأها أن من يملك القوة بغير حق هو من يملك العالم .فنحن نضع أولادنا أمام جرثومة خطيرة وهي الأفلام الكرتونية .

كما أن أفلام الكرتون تبث روح التربية الغربية ونلاحظ هذا من شكل الملابس وقصات الشعر وحتي شكل وأنواع وغيرذلك ,وهذا غزو ثقافي لأنه سرعان ماسينسي الطفل كل ما يغرسه الأب والأم من قيم بمجرد مشاهدة فيلم كرتون ووالأخطر من ذلك أنه ليس من العيب أن يقبل الولد الفتاة فنجد الشخصية (ميكي)يقبل الشخصية (ميمي)والطفل بعد مشاهدته لهذا سيقبل هو الأخر أي فتاة كابنة عمه أو ابنة خالته أو جارته .


وعندما أرادوا أن يعربوا (باربي)جعلوها (فلة)التي تقوم بالشجار مع صديقتها من أجل موعد مع صديق ,وهذا يرسخ تأثير الجنس الأخر عند الطفل.

لذا لا تتعجب أم عندما تقول لها ابنتها ذي العشر سنوات  إن زميلها يحبها ويريد الخروج معها ,وبذلك قد فضلها الولد عن بقية زميلاتها.

وأيضا عندما يغرسون في عقول أطفالنا بطولات "سوبرمان" و"سبيدرمان"و"باتمان"فإن هذا يغرس في الطفل أن الأمريكيين هم من ينتصرون ونحن لا نستطيع الانتصار عليهم ,وأنهم لا مثيل لهم فهم يحققون البطولة ,ومن هنا تظهر الانهزامية والانبهار وزعزعة الانتماء للمجتمع المسلم والعنف والجريمة والضعف أمام الجنس الآخر وافتقاد القدوة فلا يتأثر الطفل بقصص الأنبياء والصحابة بشكل كبير ,ويقول الله سبحانه وتعالي:"أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون"

ومن خلال ما سبق فإننا نستطيع أن نعرف المشكلة التي ستواجهنا في المستقبل والتي خلقناها بأيدينا طائعين غير مرغمين.

فالأمر يحتاج منا أن نعمق التربية الإسلامية في نفوس أطفالنا ,فيجب أن يعلم الآباء والأمهات أنه علميا لا ينبغي أن تتجاوز مدة مشاهدة أفلام الكرتون ثلاث ساعات أسبوعيا لكن يمكن التجاوز ونجعلها ساعة يوميا بعد الاطلاع علي نوعية الفيلم وإجازته تربويا ,كما يجب أن يكون لدينا بدائل لتعميق الثقافات الأخري.

فالأمريكيون أنفسهم لا يجعلون الطفل يشاهد الرسوم المتحركة قبل سن سنتين لأن الطفل إذا شاهد الرسوم المتحركة قبل عامين فسيكون لديه ادمان شديد للتلفاز وسيكون من الصعب جعله يتخلص من هذا الادمان .

ولقد حددت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال نقاطا يجب الانتباه لها عند مشاهدة الرسوم المتحركة ليتعلم الطفل العادات السليمة للمشاهدة ,وهي:

1- يجب تحديد توقيتات للمشاهدة

2- الحد من أثر التلفاز:وذلك عن طريق المناقشة والحوار مع الأطفال وسؤالهم عما استفادوا من المشاهدة

3-يجب تقليل ساعات المشاهدة :وذلك عن طريق استبدال التلفاز بغيره كالكمبيوتر والكاسيت أو الرحلات أو الذهاب للمكتبات.

4-وجود خطة للمشاهدة:فيجب علينا أن نعلم ما الذي يصلح للمشاهدة وما الذي لا يصلح ويمكن الإستعانة بالمتخصصين في هذا.

5-عدم جعل مشاهدة التلفاز وسيلة للثواب والعقاب حتي لا تزيد من أهميته 

6- عليك أن تجلس مع أطفالك وهم يشاهدون التلفاز وتبدي اهتمامك بأشياء دون أشياء أخري.

7-ابدأ بنفسك ...وذلك عن طريق تقليل مشاهدتك التلفاز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق