السبت، 7 يونيو 2014

ما كان يفعله رسول الله والصحابة في شهر رمضان

ابدأ صفحة جديدة مع الله في شهر رمضان
فانظروا ماذا كان يفعل الرسول صل الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم  في شهر رمضان المعظم 
فخذوهم قدوة لكم حتي نخرج من هذا الشهر الكريم بكنوز عظيمة... أعظمها العتق من النار

فالسلف - رحمة الله تعالى عليهم - ضربوا لنا أروع الأمثال ، في إدراك شهر رمضان ، وفي استغلال شهر رمضان ، فجاءت أخبارهم بأنواع من الطاعات ، ومن أبرز تلك الطاعات قيام الليل وقراءة القرآن ، وإطعام الطعام ، هذه العبادات الثلاثة ، كانوا يهتمون بها أشد الإهتمام ..

و أول وأعظم هؤلاء السلف هو رسولنا الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام.

ماذا(كان) حاله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان ؟؟ 

 يقول ابن عباس - رضي الله عنه : "كَانَ رسول اللَّه - صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم- أَجود الناسِ، وكَانَ أَجود ما يكون في رمضانَ حين يلْقَاه جبرِيل، وكَانَ يلْقَاه في ُ كلِّ لَيلَة من رمضانَ  فَيدارِسه الُقرآنَ، فَلَرسول اللَّه - صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم- أَجود بِالخَيرِ من الريحِ اُلمرسلَة" 

 أجود الناس هذا طبعه في كل أيامه وفي كل لياليه ، ليس فقط في رمضان ، لكن رمضان له حال خاصة ، وله شعور خاص ، وله اجتهاد خاص ، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجتهد فيه،   في الخير وبذل الخير ، ويجتهد فيه في القرآن ، ويجتهد فيه في القيام أيضا 

وأما في القرآن : فكان يتدارسه مع جبريل ، كل ليلة ، يتدارس القرآن ,و المُدارسة كانت ليلا ، فهذا كان ليله صلى الله عليه وسلم

فكان شهر رمضان  شهر فتوحات ، لكن مع ذلك كانت سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الليالي - أعظم الليالي ، عرفت في هذا الحديث أنه يجتهد في إطعام الطعام ، في الجود بشتى أنواعه، الجود لا يعني فقط إطعام الطعام ، الجود في أنواعه الشتى وأنواعه المتفرقة ،

و كان - صلى الله عليه وسلم - يجتهد أيضا في قيام الليل ، وفي العشر
الأواخر تقول عائشة - رضي الله عنها- : " إذا دخلت العشر شد مئزره ، وأيقظ أهله ،
وأحيا ليله ".

و معنى ( أحيا ليله ):يعني أنه قام الليل كله 

وكان يُعرف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقوم كل الليل إلا في العشر
الأواخر من رمضان ، فهذا يدل علي أنه يجتهد - صلى الله عليه وسلم - في هذه الليالي ما لا يجتهد
في غيرها .

أما عن السلف الصالح وهم أصحاب الرسول رضي الله عنهم فإنهم لا يهتمون كثيرا ولا يجدون عناء كبيرا وكثيرا في الأخذ من الأعمال الصالحة ، لأن القلوب سليمة ، فجاءت الطاعات سلسة يسيرة سهلة ، فكان همهم الأول والأخير : هل قُبِل العمل أولا ؟

وأنا أسألك .. أيتها المشتاقة إلى رمضان ، وأيها المشتاق إلى رمضان أي هم تحملوه ؟ 

فعندما كنت تنتهي من صلاة العصر أو من صلاة المغرب هل فكرت وحملت هم قبول هذه الفريضة منك ؟؟ 

فهي فريضة واجبة عليك يعني هذه الفريضة أنت ملزوم بها ، ومع ذلك أسألك : هل يقذف في قلبك هم : هل تقبل هذه الفريضة أو لا ؟؟ 

فأسأل نفسك:لماذا لا تأتيني هذه الهموم التي تأتيهم ؟؟ 
حينها تعرف الجواب أن القلب مريض ، وأن القلب يحتاج إلى مراجعة ، وأن القلب يحتاج إلى تصفية ، فابدأ بعلاج قلبك

فلننظر معا إلي أقوال السلف عن أعمالهم ,فإننا نحتاجها في حياتنا وفي واقعنا الآن...فهل تعتقد لماذا ؟
لأننا أبعدنا كثيرا وكثيرا عن مواطن الطاعات 

وكان من هؤلاء "مالك بن أنس"فكان إذا دخل رمضان عليه يفر من الحديث ومجالسة أهل العلم فتعتقدون لماذا يفر من مجالسة أهل العلم والحديث ؟وإلي أين ؟ 

فيقول السلف:يقول :" كان مالك إذا دخل رمضان يفر من الحديث، ومجالسة أهل العلم ،
ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف "

فلماذا ؟..من أجل أن يتدبر القرآن 

فانظروا كان يفر من مجالس أهل العلم والحديث .....ونحن نريد أيها المشتاقون إلى رمضان ، وأيتها المشتاقات إلى رمضان ،نريد أن نفر من تلك السهرات التي أثقلت كواهلنا ، بالغفلات والضحكات وبأمور تضيع الأوقات والأعمار 
لا نريد منك أن تفر من صالحي أهل زمانك لتنشغل بما هو أفضل ، ولا نريد أن تفر من طاعته إلى ما هو أفضل ، 
نريد أن تفر من تلك المباحات التي أشغلت أوقاتنا ، وتلك الضحكات وتلك السهرات التي أثقلت أوقاتنا ،
 حتى ذهب علينا رمضان وأصبحنا نردد كلمات ذهب رمضان وما استغللنا رمضان ، 
وإلى غير ذلك من الكلمات حتى أصبحنا في بعد عن الله 

وهناك أمثلة أخري كثيرة فمنهم من كان يختم القرآن ثلاثين مرة ومنهم من كان يختمه سبع عشر مرة 

ولك أن تقارن  بين نهارنا مع رمضان الآن، وكيف نقضيه بالنوم العميق ، والبعد عن التقرب إلي الله واستغلال كل دقيقة فيه.

وإليكِ أيتها المشتاقة إلي رمضان خبرا من أخبار رمضان عند نساء الرسول رضي الله عنهما 

فها هي أمنا عائشة رضي الله عنها تصدقت في يوم واحد مائة ألف درهم ، وكانت صائمة ،
في ذلك اليوم فقالت لها خادمتها : أما استطعتي فيما أنفقتي أن تشتري بدرهم لحما
تفطرين عليه ! فقالت - رضي الله عنها - لو ذكرتيني فعلت..

فانظروا أيتها المشتاقات لما كانت فيه من طاعة نست نفسها أن تشتري لحما فتأكل هي وتفطر عليه 

وأخبار السلف في رمضان كثيرة ،لعل ما ذكرته يكون كافياً كقدوة لنا في شهر رمضان فلعله يكون شهر رمضان القادم سبب في عتق رقاب كثيرة من النار

لـ/عبد الله بن حمود الفريح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق