الأربعاء، 25 يونيو 2014

رتب وقتك في رمضان لتكون من أهل القرآن


فكما نعلم أن الرسول -صلي الله عليه وسلم-كان يجتهد في رمضان في الجود وكان يجتهد في قراءة القرآن ، وكان يجتهد في إحياء الليالي ليالي رمضان.

إذن: أنت رتب وقتك لتكن أنت من أهل القرآن ، متقولش أنا عندي شغل كثير ، لا
تتعذر إياك أن تتعذر بالأشغال، في البيت أشغال ووظيفتي وربما المجتمع لا يساعدني وربما أشياء وأشياء 

لا أيها المشتاق وأيتها المشتاقة ،ليس هناك شغل أكثر من شغل النبي - صلى الله عليه وسلم- الأمة كلها مشغولة به ، يأتيه من يستفتيه ، ومن يريد أن يحل مشاكله ، ومن يريد أن يشاوره في أمر ما ، ومن يريد أن يعلمه في طاعة وفي عبادة ما ، ومن يريد أن يرسلهم إلى غزوة وفي جهاد في سبيل الله ، ومع ذلك عرفتم كيف يجتهد في القرآن ، وفي قيام رمضان ، وفي الجود - صلى الله عليه وسلم - ، فلا تجعل لهذه الشواغل طريقا ، ولا تجعلها
سببا أساسا .

أيها الأخوة وأيتها الأخوات : رمضان فيه فرصة عظيمة جاءك بما فيه من خيرات منقادا سهلا يسيرا فكن أنت ممن يرتب وقته ويختار كيف يشاء ، ويضع الطاعات كيف يشاء ، رتب وقتك حسب مجتمعك وحسب ما أنت عليه ..
قل : أنا في هذه الساعة آخذ قسطا من الراحة ومن النوم ، وفي هذه الساعة أفعل كذا وكذا ، واجعل معي دوما في أوقاتي القرآن الذي نزل في شهر رمضان ..
 { شهر رمضَان الَّذي أُنزِلَ فيه الْقُرآن}[البقرة: 185
{يا أَيها الَّذين آمنوا كُتب علَيكُم الصيام كَما كُتب علَى الَّذين من قَبلكُم لَعلَّكُم تَتَّقُون} 

والتقوى تكون بصقل القلب ، ثم بعد ذلك إذا صقلت قلبك ونظفته استطعت أن ترتب وقتك ، رتب وقتك ، واجعل لك من القرآن نصيبا ..

ويوجد قراءتان للقرآن مقترحة لكم وهما:

القراءة الأولى : قراءة ختمة ، فأنت تأملت من يختم في ليلة وفي ليلتين وثلاث ، وهؤلاء لاشك أم يقرؤن قراءة حدر ، ليست قراءة تمهل فاجعل لك قراءة ختمة ، أقلها واحدة ولك أن تستزيد بعد ذلك ..

والقراءة الثانية: قراءة تدبر ، ليس لها علاقة بختم القرآن ، أجعلها لوحدها ، لتعيش مع الآيات وتتأمل تلك الآيات ليعيش قلبك ، ويحيا ، بما فيها من وعد ووعيد ، وما تضمنته من أشياء عظيمة ومن آيات ومن أخبار الأمم السابقة ، ومن مخاطبة لقلبك ولا يلزم في قراءة التدبر أن تنهي القرآن كاملا ، لا يكون ذلك همك ، اجعل هذا الهم في قراءة الختمة
،أما قراءة التدبر لو تأخذ في شهر رمضان جزءا واحدا أو جزئين تتدبرهما في ليلك ، أو في أي وقت من أوقاتك كان ذلك كترا عظيما ، وكان ذلك فضلا جسيما ، ثم بعد ذلك إذا تدبرت عشت مع القرآن ، ويكون القرآن أيضا نقطة انطلاقة لك وحياة لك ، تنظر إلى هذه الآيات أنها مخاطبة لك ..

لأننا نقرأ القرآن ولا نستشعر أننا مخاطبون بآياته !!
لكن السلف - رحمهم الله - كانوا يخاطبون هـذه الآيات قلوبهم ، يقول الحسن البصري :" إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم ، فكانوا يتدبروا بالليل وينفذوا بالنهار "

 فننظر نحن الآن كيف كان الرسول وأصحابه يتعاملون مع القرآن وآياته


لـ/عبد الله بن حمود الفريح 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق