الأربعاء، 30 أبريل 2014

قصة بلقيس ملكة سبأ ونبي الله سليمان عليه السلام


نبي الله سليمان يهدد بذبح الهدهد:-

كانت وظيفة الهدهد أنهم كانوا اذا اعوزوا الماء في الأسفار يجئ فينظر لهم في هل في هذه البقاع ماء

فلما طلبه سليمان عليه السلام ذات يوم لم يجده في موضعه (محل خدمته)

فقال سليمان عليه السلام:(ما لي لم أري الهدهد أم كان من الغائبين ,أو قد غاب عن بصري فلا أراه بحضرتي "لأعذبنه عذاباً شديداً أو ليأتني بسلطان مبين"

ولقد غاب الهدهد غيبة ليست بطويلة ثم قدم منها فقال لسليمان:(اطلعت علي ما لم تطلع عليه وجئتك من سبأ بنبأ يقين إني وجدت امرأة تملكهم و أوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم )

ثم ذكر الهدهد لسليمان عليه السلام كفر اهل سبأ بالله ,وعباداتهم الشمس من دون الله ,وإضلال الشيطان لهم ,وصده إياهم عن عبادة الله تعالي وحده لا شريك له .


دعوة ملكة سبأ للإسلام:-


فبعد أن بين الهدهد سبب غيابه بعث سليمان عليه السلام كتابه لأهل سبأ يتضمن دعوته لهم إلي طاعة الله وطاعة رسوله 
فحمل الهدهد الكتاب وجاء إلي قصر قصر ملكة سبأ فألقاه إليها وهي في خلوة لها ثم وقف ناحية ينتظر ما يكون من جوابها .
فجمعت أمراءها و وزراءها وأكابر دولتها إلي مشورتها 
قالت :(ياأيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم ثم قرأت عليه عنوانه أولا إنه من سليمان ثم قرأته :(بسم الله الرحمن الرحيم ,أن لا تعلوا عليا وأتوني مسلمين "
ثم شاورتهم في أمرها وما قد حل بها وتأدبت معهم وخاطبتهم وهم يسمعون فقالت:(قالت ياأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتي تشهدون )
قالوا:(نحن أولو قوة وأولو باس شديد فان أردت منا ذلك فأنا عليه قادرين ومع هذا الأمر إليك فانظري ماذا تأمرين )
ولكنها علمت أن صاحب هذا الكتاب لا يغالب ولا يمانع ولا يخالف ولا يخادع فقالت:(إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها  وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون 
فتقول برأيها السديد:(إن هذا الملك لو قد غلب علي هذه المملكة لم يخلص الأمر من بينكم إلا إلي ولم تكن الحدة والشدة والسطوة البليغة إلا علي ,وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون )
ولكنها لم تعلم أن سليمان عليه السلام لا يقبل منهم والحالة هذه صرفا ولا عدلا ,لأنهم كافرون ,وهم وجنوده عليهم قادرون .

غضب نبي الله سليمان وإسلام بلقيس:-


لم يكن نبي الله سليمان ليقبل الهدية من زينة الحياة الدنيا وهو الذي أعطاه الله من الملك والنبوة والقوة ما شاء ,وبالطبع أثار غضبه عدم طاعتهم له و عدم دخولهم في الإسلام موحدين لله تاركين ما هم عليه من شرك وضلال .
فقال لرسولها الذي قدم عليه والناس حاضرون يسمعون :(ارجع عليهم فلنأتيهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجهم منها أذلة وهم صاغرون, فيقول "ارجع بهديتك التي قدمت بها إلي من قد من بها فإن عندي مما قد أنعم الله علي و أسداه إلي من الأموال والتحف والرجال ماهو أضعاف هذا وخير من هذا الذي أنتم تفرحون به وتفخرون علي أبناء جنسكم بسببه )
فلما بلغهم ذلك عن نبي الله من رسولهم لم يكن لهم بد ولا مفر من السمع والطاعة ,فبادروا إلي إجابته في تلك الساعة وأقبلوا صحبة الملكة أجمعين سامعين مطعين خاضعين ,فلما سمع بقدومهم سليمان عليه السلام طلب من الجان أن يحضروا له عرش بلقيس ,وهو سرير مملكتها التي تجلس عليه وقت حكمها ,قال عفريت من الجن:"أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك "
وقال أخر ويقال أنه جبريل عليه السلام :(أنا آتيك به قبل ان يرتد إليك طرفك)
فلما رأي سليمان عليه السلام عرش بلقيس عنده في هذه المدة القريبة من بلاد اليمن إلي بيت المقدس في طرفة عين قال:"هذا من فضل ربي"
ثم أمر سليمان عليه السلام أن يغير حلي هذا العرش وينطر لها ليختبر فهمها وعقلها ولهذا قال :(ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون )
فلما جاءت قيل هكذا عرشك قالت كأنه هو وهذا دليل علي فطنتها وغزارة فهمها ,لأنها استبعدت أن يكون عرشها لأنها خلفته وراءها بأرض اليمن ,ولم تكن تعلم أن أحداً يقدر علي هذا الصنع العجيب الغريب فلما رأت هذا قالت :"ربِ إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان رب العالمين .

نهـــــايـــــة القــــصـــــــة:-




نهاية قصة ملكة سبأ فيما لم يذكره القرآن أو السنة الصحيحة أمر غير يقيني جاز روايته من كتب أهل الكتاب مالم يخالف القرآن والسنة وما نذكره هنا مما جاء في التفاسير من هذا النوع والله أعلم وأحكم

فقال ابن كثير
:(أن سليمان تزوج بلقيس ولما تزوجها أقرها علي مملكة اليمن وكان يزورها في كل شهر مرة فيقيم عندها ثلاث أيام ثم يعود علي البساط ,وقد أمر الجان ان يبنوا له ثلاث قصور باليمن :غمدان و سالحين و بيتون) فالله أعلم

وقد روي ابن إسحاق عن بعض أهل العلم عن وهب بن منبه :

أن سليمان لم يتزوجها بل زوجها بملك همدان وأقرها علي ملك اليمن وسخر زوبعة ملك اليمن فبني لها القصور الثلاثة التي ذكرناها باليمن ,والأول أشهر وأظهر

والله أعلم.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق