الاثنين، 21 أبريل 2014

لماذا فعلتي هذا يا أمي؟؟

لماذا فعلتي هذا يا أمي؟؟؟

قالتها  فتاة نزيلة بدار الرعاية الاجتماعية فقد أرسلت رسالة تحكي حالها وسبب سجنها
فكان مما كتبت بين طيات رسالتها وصفحاتها أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة أكتب قصتي
وأسطر حروفها بعتاب ساخن أخرجه الألم وأفاضه القلب اروح ( لماذا فعلت هذا يا أمي )
وأودعتني بدعوتك السجن وظلماته وكان بمقدورك أن لا تفعلي ذلك !!

هذه الفتاة لها مع أمها قصة وأي قصة !!لها مع أمها حديث العقوق المشين والعصيان المقيت
فكم كانت هذه الفتاة عاقة لأمها ليس في تصرفاتها فحسب بل حتى في أقوالها وحديثها وأنها
في حالات كثيرة أحزنت أمها وأدخلت عليها الأسى والشجن والله يمهل ولا يهمل !!

تقول هذه الفتاة عن نفسها في رسالتها ..
تعرفت على صديقة سيئة في الجامعة عرفتني بدورها على شاب كانت مؤهلاته الأناقة
والوسامة وأصول الإتيكيت كما يقال بيننا معاشر الفتيات وأنه رومانسي لايوجد مثله
استطاع أن يصطادني بأسلوبه وخفة دمه ولقد كنت أتحدث إليه عن طريق الهاتف الساعات
الطويلة وأعلل ذلك لوالدي أمام فاتورة الهاتف الباهظة بأنها صديقتي ولن أعود لتكرار ما فعلت 
فكان يعاتبني وما أسرع ما يتسامح ويعفو لكن في لحظة غفلة مني علمت ( أمي) بذلك وأني
على علاقة برجل غريب فنهرتني وحذرتني بل هددتني بإخبار والدي إن لم أقلع عن ذلك لكني رفضت لعلمي بضعف أمي وأنها لا تستطيع إخبار أبي فأنا أعرفها جيد ًا وبم تفكر
 فأعادت التحذير لكني رفضت وطالبتها بعدم التدخل كثيرًا في شؤوني الخاصة وفي يوم من الأيام اتصل بي الشاب على الجوال وكنت بعيدة عنه فأخذته أمي وردت عليه وهو ساكت لم يتحدث لأن الصوت مختلف فأيقنت أنه هو فردت عليه بكلام جارح وأسلوب قاسي
 فأخبرني هو بذلك فصدقته تحت ضغط الحب الزائف والتعلق المزعوم .

نعم أنا أحبه آنذاك ولا استطيع الإبتعاد عنه

وبسبب ذلك ذهبت لأمي رافعة صوتي عليها
بكلام لا أستطيع البوح به الآن في رسالتي وأطلب من الله السماح والعفو والصفح 
فبكت أمي
وجثت على ركبتيها وقالت: بنيتي ما بك ؟؟ اتق الله ؟؟أنا أمك ..أنا أمك ..أن 
أمك..,فقلت اتركيني ولا علاقة لك بي !! اتركيني وشأني !!لكن وفي لحظة تسلط الشيطان علي ,
 نادتني أمي بصوت مرتفع فنهرتها ومضيت وتركتها فقالت:اسمعي مني فالتفت إليها
ونظرتها بنظرات غاضبة وقبح الله تلك النظرات التي أرسلتها لأعظم مخلوق يحبني ويخاف علي
رفعت يديها أمي وعيناها تذرفان بالدمع وقالت بصوت متقطع: (اللهم اسألك أن تكفيني شرها )ونسيت أمي أن تدعو لي بالصلاح والهداية نسيت أن تدعو لي بالستر وعدم الفضيحة
لقد دعت أمي علي فأصابتني في مقتل فهذه الدعوة سلاح فتاك سريع الأثر كيف لا وهي
دعوة الوالدة على بنتها ومن قلب غاضب عليها لتخرج فتخترق الحجب والسحب والسماء
فتصل إلى الله السميع البصير !!

( تطورت العلاقة)مع هذا الشاب حتى قويت الصداقة أكثر ونحن ننتظر الفرصة المناسبة
للخروج معًا ضاربة بتهديد أمي لكني كنت خائفة من دعوتها خوفًا يجعلني في قلق دائم مما
أفعله وكان الشيطان يستدرجني بتعلقي اذا الشاب وفي لحظة غفلة من أهلي وخاصة (أمي)
خرجت معه مرات عديدة لتقع المصيبة الكبرى الجريمة العظمى (الزنا)وبعد أشهر حملت منه
سفاحًا فأخفيته عن أهلي لنتفق سويًا على إيجاد حل لهذه الكارثة , ودعوة أمي ما تزال بين
عيني لا تفارقني ومنظرها وهي رافعة يديها تدعو علي مشهد لا يتوقف ... اتفقنا سامحنا الله
على إجهاضه وقتله وهو من لا ذنب له ولا خطيئة وتحت جنح الظلام ورمال المعصية
وصحراء الخطيئة ُأجهض الحمل وأسقط في حفرة الذل والانحطاط لكن الله كان لنا بالمرصاد
فهو الذي يمهل ولا يهمل فكشف الله الجريمة على يد رجال الأمن ليخرج الصباح وتشرق
الشمس وتستيقظ الأسرة على مصيبة تنوء بحملها الجبال الراسيات بكيت كثيرًا وأنا في
السجن أتذكر دعوة أمي التي قتلتني فالحادثة مهولة والنهاية فاجعة بالنسبة لي ولأهلي 

 وأقول بألم ومرارة:
بأي وجه أقابل أمي الحنون!!
وبأي حال أقابل أبي الكريم!!
وهو مطأطئ الرأس مسود الوجه قد ذبحته بغير سكين كيف لا!!والجريمة بشعة والمصير السجن
لا محالة 

تقول هذه الفتاة في نهاية رسالتها ......
أودعت السجن جزاء سلوكي السبل الممنوعة والطرق الشيطانية لقد تورطت بذلك في
علاقات سلبت مني كرامتي وعفافي وأهدرت بأقل ثمن بل وبدون مقابل إلا شهوة دقائق
ونشوة عابرة ما أسرع ما انتهت وبقيت اتجرع آلامها شهورًا طويلة عش ت أيامها في السجن
أعد الأيام عدًا وأتجرع لوحدي الأسى والأسف وأتنفس الهم والشجن عشت في سجن ضاق
بي وضاقت معه أنفاسي فلم يعد بمقدوري أن أتحمل بعدي عن أمي التي تزورني من وقت
لآخر وهي تدعو لي لكن بعد فوات الأوان 

عفوًا مهما أخطأت فأنا تائبة!!وإن زلت بي القد م فأنا عائد ة!!لا غنى لي عن أمي فهي
من تزيل همي وتخفف لوعتي فدعوة لكل أم أن ترحم أمثالي من بعض الفتيات روحات بنار
المعصية المكلومات بحرارة الخطيئة .


ويوجد في هذه القصة كثير من الأحاسيس تشعر بها صاحبة هذه القصة منها:

( إحساس مقزز)
يوم أن همش الذئب لحمها وافترس قلبها واحتسى دمعها لتتابع عمليات موت الكثير من فتياتنا
بين أنيابهم ومخالبهم كلما رأيت القصص المؤسفة .

( إحساس ممل )
يوم أن تقرأ قصة مثل هذه فلا تتحدث إلا عن نفسها وفقط ولا معتبر ولا متعظ ولا متأثر ولا
تائب فكم هن الفتيات اللواتي تعرفن على شباب وتواعدوا على الزواج باسم الحب قبله .

( إحساس مؤسف )
يوم أن فتحت هذه الفتاة لهذا الشاب قلبها وبوابة أحلامها فمنحته الثقة بلا حدود فبكت
وأبكت قبل دخول عش ومملكة الزواج المنبع الصافي للسحر الحلال .

( إحساس مخيف جدًا )
يوم أن اكتشفت الفتاة موت مشاعرها الصادقة وحبها الصافي الشرعي الذي لا يكون إلا
بالحلال وفقط اكتشفت وبكل أسف بأنها مخطئة بكل ما تحمله الكلمة من إحساس مخيف
لرحيل الحياة الطيبة بخطيئة نهايتها الفشل الذريع كما حصل .

( إحساس بشع )
يوم أن وهبته أسرارها فاصطادها بها وإن كان كاذبًا في كلامه ووعده لكن لم تستطع التراجع
بعد السقوط ودعوة أمها كانت القنبلة الموقوتة في ذلك .

( إحساس مزعج )
لكل داعية فاضل له جهد مشكور في توجيه فتياتنا أن لا يصيبه الإحباط من هذه القصص
المزعجة المؤسفة بل تكون داعية لبذل المزيد من الجهد وا لمثابرة في إرسال الحلول الملائمة
للأخطاء وعلاجها بسرية تامة.

( إحساس مؤلم )
يوم أن عاشت شبابها تحت نيران العقوق المقيت فعاشت مع أم أحبتها وأعطتها كل شيء
وبخلت الفتاة بأقل شيء لتعاقب بشاب أعطته هي كل شيء ولم يعطها أي شيء إلا العار
والفضيحة تتجرعه لوحدها وفقط .

( إحساس قاسي )
حينما تذكرت الفتاة صديقتها السيئة الوسيط بينهما فقد كانت قبلها تعيش الهدوء والاستقرار
في ببت أهلها لم يخطر ببالها أن تصل إلى ذلك وكان بمقدورها أن تقطع علاقاتها معه من
البداية لكن ما فات لا يعود وها هي حصدت السجن تحت ضغط الحب الزائف .

( إحساس صادق )
في توبتها وعودتها ورجوعها وأسفها على ما حصل من خطأ وزلل  و ما حل بها من إثم وخطيئة 
فرحمة الله تشمله والتوبة ندم والتائب
من الذنب كمن لا ذنب له والحياة أنفاس والأنفاس أيام والأيام سنوات والعم ر محدود يختمه
بالتوبة الصادقة .....


المصدر:حمد بن سليمان اليحيي
       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق