الاثنين، 14 أبريل 2014

قصـــــــــــة آسيـــــــــــة امـــــــرأة فرعــــــون

  آسية امرأة فرعون من نساء أهل الجنة بل أفضلهن كما ثبت عن النبي -صلي الله عليه وسلم -حيث قال :(أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد ومريك بنت عمران وآسية بنت مزاحم  امرأة فرعون )
  فهذه هي النعمة التي انعم الله بها عليها,
 فلماذا اعطاها الله هذه النعمة والميزة؟
من الله عليها بهذه النعمة لورعها وتقواها وخوفها الشديد من الله تعالي وايمانها به وكفرها بفرعون علي الرغم انها زوجته وهو الذي طغي وتكبر وادعي الربوبية وهاب جبروته الناس الا من رحم ربي .
  ورغم ان امراة فرعون لم تصفح عن ايمانها بالله تعالي خوفا من فرعون وبطشه فقد علمه من يعلم السر وهو الله عز وجل .
  كما كان لها من الفضل علي نبي الله موسي عليه السلام ما جعل رسول الله محمد ان يذكرها من ضمن أفضل نساء الجنة.
  وها هي قصتها من البدايــــــــــــة :-


خوف فرعون من اليهود :-
خاف فرعون ان تتحقق ابراهيم الخليل -عليه السلام- بميلاد غلام من بني اسرائيل يكون علي يديه هلاك فرعون .
  ومن ثم كان فرعون يستحي نسائهم ويذبح ابنائهم حتي لا يعيش هذا الغلام وتتحقق النبؤة .
 وكان بني اسرائيل في ذلك الوقت خيار اهل زمانهم هذا وقد سُلط عليهم هذا الملك الجبار يستعملهم في أخس الأعمال ويكدهم ليلا ونهارا في أشغاله وأشغال رعيته ويقتل مع هذا ابنائهم ويستحي نسائهم إهانة لهم وخوفا من ان يوجد منهم الغلام الذي تتحقق به نبؤة ابراهيم عليه السلام .
 وكانت القبط قد تلقوا هذا من بني اسرائيل فيما كانوا يدرسونه من قول ابراهيم الخليل عليه السلام حيث ورد الديار المصرية وجري له مع جبارها ما جري حين أخد السيدة  سارة ليتخذها جارية فصانها الله منه ومنعه منها بقدرته وسلطانه وبشر ابراهيم عليه السلام ولده انه سيولد من صلبه وذريته من يكون هلاك مَلك مصر علي يديه .
  فكانت القبط تتحدث بهذا عند فرعون فاحترز فرعون من ذلك وأمر بقتل ذكور بني اسرائيل ولكن لا ينفع حذر من قَدر لان الله إذا جاء لا يؤخر ولكل أجل كتاب.
  فلقد أراد فرعون بحوله وقوته أن ينجو من موسي فما نفعه ذلك مع قدرة المَلك العظيم الذي لا يُخالف أمره القدري ولا يُغلب بل نفذ حكمه وجري قلمه في القدم بان يكون هلاك فرعون علي يد موسي عليه السلام رغم كل ما فعله.
  بل يشاء الله ان يكون هذا الغلام الذي احترز فرعون من وجوده وقتل بسببه ألوفا من ذكور بني اسرائيل  منشأه ومرباه علي فراش فرعون وفي داره وغذاؤه من طعامه وهو الذي رباه .
  وهذا يعلمنا ان الله رب السموات والأرض هو القاهر الغالب العظيم القوي العزيز الشديد المحال الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.

أم موسي وخوفها علي موسي عليه السلام:-
لما زاد طغيان فرعون وإسرافه في القتل خشيت أم نبي الله موسي عليهما السلام عند ميلاده أن يقتله فرعون فأوحي الله إليها أن تقذف به في اليم ولا تخاف فهو في رعاية الله وحمايته , ونتأمل هذه الآيات البينات:
قال الله تعالي :(وأوحينا إلي أم موسي أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليكِ وجاعلوه من المرسلين ) أية 7 القصص.
   وهكذا وعد الله أم موسي انه إذا ذهب سيرده إليها وأنه سيجعله نبيا مرسلا يُعلي كلمته في الدنيا والأخرة فصنعت ما أُمرت به وأرسلته ذات يوم وذهلت ان تربط طرف حبل التابوت عندها  فذهب مع النيل فمر علي دار فرعون .
  وهكذا شاء الله تعالي أن تكون رعاية موسي عليه السلام وتربيته في بيت عدوه الذي فعل الأفاعيل من اجل ألا يعيش هذا الغلام .
  وهنا يأتي الدور العظيم لامرأة فرعون فماذا فعلت ؟

آسية وحنانها علي نبي الله موسي عليه السلام:-
قال الله تعالي:(فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين , وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسي أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون )

فذكر المفسرون :أن الجواري التقطنه من البحر في تابوت مغلق عليه فلم يتجاسرون علي فتحه حتي وضعوا التابوت بين يدي امرأة فرعون (آسية بنت مزاحم)فلما فتحت التابوت ورأت وجهه يتلألأ بتلك الأنوار النبوية والجلالة فلما رأته ووقع نظرها عليه أحبته حبا شديدا جدا فلما جاء فرعون قال: ما هذا ؟ وأمر بذبحه فاستوهبته امرأته منه ودفعت عنه وقالت:(قرة عين لي ولك ) فقال لها فرعون( أما لكِ فنعم وأما لي فلا)  أي لا حاجه لي به.

أم موسي وخوفها علي ابنها بعد ان القته في اليم :-
نعود إلي موسي عليها السلام التي بلغ بها الحزن مبلغه لدرجة التي كانت سوف تفضح نفسها وتسأل عنه لولا أن الله تعالي ربط علي قلبها ووعدها ووعده عز وجل حق برده أليها ,  فكيف أعاده الله إليها ؟
قال الله تعالي :(وأصبح فؤاد أم موسي فارغا إلي كادت لتبدي به لولا أن ربطنا علي قلبها لتكون من المؤمنين ,, وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون , وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم علي أهل بيت يكفلونه لكم وهو له ناصحون ,, فرددناه إلي أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون ) الآية 13 القصص.
  فعندما قالت لهم اخته هذا الكلام ذهبوا معها إلي منزلهم فأخذته أمه فلما أرضعته التقم ثديها وأخذ يمتصه ويرضعه ففرحوا بذلك فرحا شديدا وذهب البشير الي آسية يعلمها بذلك فاستدعت أم موسي الي منزلها وعرضت عليها أن تكون عندها وأن تحسن اليها فأبت عليها  وقالت: إن لي بعلا وأولادا ولست أقدر علي هذا إلا أن ترسليه معي
فأرسلته معها ورتبت لها رواتب وأجرت عليها النفقات والكساوي والهبات فرجعت به وهكذا قد جمع الله شمله بشملها وصدق وعد الله فان وعد الله حق وان الله لا يخلف الميعاد.

   وهكذا نجد في قصة "آسية بنت مزاحم و أم موسي " المعني السامي للصبر والمحبة فضلا علي ايمانهما بالله تعالي وبصدق وعده.


فمن منا بعد قراءة هذه القصة لا تحب ان تكون مثل أسية امرأة فرعون وتكون من افضل نساء الجنة بتحلي بصفات هذه المرأة التي جعلتها من افضل نساء الجنة. 

ومن لا تحب ان تتصف بصبر ام موسي وتحملها كل هذا العناء الذي راته بصبر وايمان بالله وقدره دون اي اعتراض علي حكمه وامره .

يجب ان نعلم جميعا ونكون علي يقين بان الله قادر علي كل شئ ولا رد لقضاء الله وقدره فلا نقلق انفسنا بالمستقبل وما سيحدث فيه لان قضاء الله وقدره حادث لا محاله مهما فعلنا سواء كان خير ام شر.

فيجب ان نشغل بالنا فقط بطاعة الله وان ندخل في تحدي مع انفسنا باننا سوف نحصل باذن الله علي مراتب عاليه عند الله مهما كانت الظروف مثل أسية امرأة فرعون التي تحدت ظروف حياتها وانها زوجة فرعون  الطاغي الظالم واصبحت من افضل نساء الجنة .


وان نعلم ايضا ان الظلم مهما طالت يديه وبطشت لابد له من نهاية وان الحق والعدل سوف ينتصران مهما طال الزمن لان الله اسمه الحق والعدل ولا يرضي بالظلم ابدا.

وايضا يجب ان نكون علي يقين ان وعد الله حق وانه لا يخلف الميعاد وان نكون مؤمنين بهذا حق ايمان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق