السبت، 24 مايو 2014

اعـــرف/ي قلبـــــك قبـــــل دخـــــول رمضـــــان

رآئحة رمضآن تزدآد يومآ بعد يوم لتعلن قربہ .....آللهم بلغنآ آيآھہ لآ فآقدين ولآ مفقودين !

أنتي ايتها المشتاقة إلي رمضان...وأنت ايها المشتاق إلي رمضان

علمت أنَّ في هذا الشهر كثير من الفضائل، وكثير من النوائل ، وكثير من الجوائز
عرفت أنَّ في هذا الشهر في لياليه كثير من العتقاء من النار، فخيل لنفسك أنك
تمشي على هذه الأرض ، وقد ُ كتب اسمك من ضمن العتقاء من النار
أي حياة ستعيش؟ ، وبأي قلب ستعيش بين هؤلاء الناس وأنت قد بشرت بالجنان ،
والعتق من النيران إنه لفضل عظيم..

ولكن ، شخص واعرف قلبك قبل دخول رمضان ، لماذا ؟؟
لأنَّ صلاح الجوارح كلها بصلاح بصلاح ذلك القلب
كما أخبرك الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم:

"ألا وإِنَّ في الجَسد مضغةً: إِذَا صلَحت صلَح الجَسد ُ كلّه، وإِذَا فَسدت فَسد الجَسد 
 ُ كلُّه، أَلاَ وهي القَلْب" 
رواه البخاري.. 

ولطالما رددت أيها المشتاق إلى رمضان ، وأيتها المشتاقة إلى رمضان ، كلمة كنتم
تقولوا في اية كل شهر فحينما يمر بنا رمضان وينتهي نقول:فات رمضان
وما استفدنا من رمضان ، ما أسرع الليالي والأيام ، فات رمضان وما اجتهدنا فيه ..
ونتحسر ونندم ، ثم بعد ذلك يدخل علينا رمضان آخر فنظل كما كنا عليه من قبل ..

أيها المشتاقون إلى رمضان :

القلوب - كما تعلمون - ثلاثة : ولا بد أننشخص قلوبنا قبل دخول رمضان حتى تعرف
ذلك القلب ، ثم بعد ذلك إن كان فيه شيء من الأمراض ، تصقله ، ذِّبه ، وتنظِّفه وتسلِّمه، ثم تسلّمه إلى رمضان ؛ فتهنأ بقراءة القرآن ، وتهنأ بالصيام ، وبالقيام ، وبالدعاء وبالتضرع وتنال تلك اللذائذ ، وتلك الحلاوة التي لطالما فقدا في كثير من الليالي والأيام 

القلوب أيتها المشتاقات إلى رمضان ، وأيها المشتاقون إلى رمضان ثلاثة :

١. قلب سليم .
٢. قلب ميت .
٣. قلب مريض 


فأما القلب السليم : هو ذلك القلب الذي سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ، ومن
كل شبهة تعارض خبره ، فقد سلم قلبه ، لربه ، إنها العبودية المطلقة لله ، فجاءت العبادات لله وبالله ، وكما يحب الله ، ويرضا الله ، فجاءت منقادة متبعة لهدي رسول الله - صلى الله عليهوسلم - فكان قلبا نقيا سليما يتنقل بين طاعات كثيرة من دون أي عناء .


ثم القلب الثاني : ذلك القلب الميت ، الذي قال فيه ابن القيم - رحمه الله - واصفا هذا القلبقال :" فالهوى إمامه ، والشهوة قائده ، والجهل سائقه ، والغفلة مركبه " ، وأنت حينماتتصور هذا القلب بهذه الصفات فالهوى إمامه ، والشهوة قائده ، والجهل سائقه ، والغفلةمركبه .. فأي طاعة ينقاد إليها ، وأي معروف يقبله ، وأي منكر ينكره قلبه ، وأي كنوزعظيمة يستغلها ؟؟!
إنه قلب بعيد عن الله - جل في علاه - أسأل الله تعالى ألا يجعل قلوبنا كذلك

والقلب الثالث : ذلك القلب المريض ، هو قلب جمع بين حياة وعلى (غفلة ) ، هو قلب
بقربه من الله تعالى يحيا ، ولكن علته كثير من الأمراض و الغفلات والشهوات ، فأصبح
يخلط عملا صالحا ، وآخر سيئا ، عسى الله أن يتوب عليه ..
إنه ذلك القلب في الطاعات تارة ، لكنه تستهويه الشياطين وتجره إلى الهوى ، وإلى
المعاصي ، وإلى الردى ..فأصبح ذلك القلب مريضا فهو يأتي إلى الطاعة ويفكر كثيرا ، ويقول أريد أن أقوم الليل ،أريد أن أقرأ القرآن ، وأريد أن أتدبر القرآن ، ولطالما تحسر على ليال مضت ،و على ساعات انقضت ، وأنا لم أستفد منها ؟؟!
فالقلب فيه حياة ، القلب فيه حب للخير ، لكنه قد أقفل قلبه بأقفال الشهوات والغفلات.. فأصبح القلب هناك بعيد بعمله وقريب بحسن نيته ، بينه وبين الطاعات حاجز
وحجاب لا يستطيع أن يأتي إلى تلك الطاعات..فأسأل الله عز وجل ، أن يصلح قلوبا قد مرضت ، وأسأل الله جل وعلا أن يشفي تلك القلوب حتى تكون منقادة لله جل وعلا .

فأي القلوب [ قلبك ] أيها المشتاق ، وأيتها المشتاقة إلي رمضان ..

أي القلوب قلبك ، وأي تلك الأعراض هي التي تأتيك ، هل أنت ممن يأتيه صدود
وردود عن الطاعات ، وتأتيه أحياناً انطلاق إلى تلك الطاعات ، ثمَّ هو مرة أخرى يأتي إلى تلك الغفلات ، وتلك الشهوات ؛ فيعصي الله تعالى ..؟!

هل أنت ذلك القلب السليم الذي لا يجد عناء في قيام ليلٍ ، ولا من صيام نهارٍ ، ولا
من تلاوة للقرآن؟؟..

أم أنت ذلك القلب الميت المعرض عن الله تعالى - جل وعلا - قد ملئت ارك ولياليك
بكثيرٍ من العصيان ، وكأنك تقول لنفسك : أن هذه الحياة إنما هي حياة لهوٍ ، وحياة
شغلٍ بمشاغل الدنيا وبعد عما يرضي الله - جل وعلا - ..!!

لا بد من تشخيص القلب ، ولابد من حل تلك الأقفال ، القلوب عليها أقفال ، ما من
شهوة تأتي إلى ذلك القلب إلا وتلبسه قفلا من الأقفال ، حتى بعد ذلك تتراكم عليها الأقفالولا يقبل طاعة ، ولا يتحمس لها ، ويجد نفسه لا يستطيع أن يقوم ليل ، ولا يذكر الله جلافي علاه ، ويقول لنفسه قد عجزت عن كثير من الطاعات ..


أي القلوب قلبك؟! ..
أتريد أن تعرف هذا القلب ؟.. وتريد أن تعرف أي القلوب قلبك ؟
أسمع إلى قول الله تعالى :{
أَفَلَا يتَدبرون الْقُرآن أَم علَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُها} [محمد: ٢٤
حينما لا تتدبر القرآن ، ولا تتحرك ، ولا تحركك تلك الآيات ، وذلك الوعد ، وذلك
الوعيد ..
حينما لا يتحرك قلبك مع القرآن .. لا يعلمه ولا يتدبره ، ولا يعيش مع تلك الآيات
ويستشعر مضمونها ومدلولها..

حينئذ إبكي على قلبك فإن عليه أقفال حجبته ، وحاول أن تصفي قلبك قبل أن يدخل
ذلك الشهر ،
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن .


المصدر:عبد الله بن حمود الفريح









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق